Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 23/01/2014

احذروا المخدرات ..تصل الى عالم الطفولة

لا يأتي الفساد بنوعية الكبير الصغير من فراغ فلابد له من جذور ، ويستمد قوته من الغموض وعدم الوضوح حيث يتم خلف الستار. وفي الاونه الاخيرة شهدت الساحة العراقية العديد من حالات الفساد اخذت  تطفو على السطح ناجمة من ظروف لها سابقا خلت ومؤامرة أخذت تحاك عليه من قريب وبعيد ومن جرائم الفساد التي كشف النقاب عنها هي ظاهرة تعاطي المخدرات التي اقلقت معظم شعوب العالم وحكوماتها وأخذت تشير الى منعطف يمس منظومة القيم والسلوكيات الاجتماعية وتنخر جسد الامة. ولكن تتجسد الحقيقة المؤلمة عندما تلقي هذه الظاهرة المقيتة بظلالها السلبية على عالم الطفولة والبراءة وعندما تؤكد هيئة وطنية أن قرابة الف طفل في بغداد يتعاطون المخدرات فهنا الطامة والمصيبة في آن واحد … ! وهنا مفتاح هدم المجتمع وعامل انتشار الجريمة المنظمة التي تخدش صفحة النقاوة وتصيب ابناء المجتمع (الاطفال) ومن نافلة القول ان هذه الآفة لم تحدث بالصدفة بل هنالك العديد من مسببات افرزت هذه الظاهرة وخلخلة بنية المجتمع وتزايد مداها وللوقوف على هذه الافة سوف يقتضب توضيحها من الزاوية الاجتماعية دون الخوض في زوايا الرؤيا المختلفة (العلمية، التقنية، الاقتصادية والنفسية …) حتى لا نبتعج عن صلب المشكلة ولضيق الحيز لما لها من مساس مباشر في حياة الطفولة واتساقاً مع ذلك عرفت هذه الظاهرة من الزاوية الاجتماعية بأنها التي تؤدي بتعاطيها ومتداولها الى السلوك الجانح او هي المواد المذهبة للعقل فيأتي مستعملها سلوكا منحرفاً.
أما مداخل هذه الظاهرة المميتة فتأتي في قمة مسبباتها الاجتماعية هي :-
1- الاسرة : التي تعد المحيط الاساسي والحاضن الاول لنمو الطفل فهي المؤسسة الاولى لبناء الانسان التي يعتمد كليا عليها في اشباع حاجته وهي الرافد في تغذية القيم السلوكية والاخلاقية، ولكن للتفكك الاسري وما ينشب من خلافات عائلية واجاوء من التوتر الدائمة التي تجلي حالات الانفصال والهجر والطلاق تمثل اهم الاسباب لذلك حيث يشاع نسبته 82% لاستفحال هذا الانحراف .
2 – التنشئة الاسرية الخاطئة: وما يتمخض عنه من تراخي الوالدين بين العنف والشدة في المعاملة (فقدان العطف، تفضيل احد الابناء عن سواه، وكل ماله من فقدان الاستقرار والثبات في نمو الطفل) لها تأثير فعال مما تجعل من المنزل ثقلاً على الحدث وتسبب التربية الخاطئة له هروبه الى الشارع وقد يختلط مع رفاق السوء ويصبح عرضة للشر والانحراف.
3- الفقر وتردي الحالة المعاشية: ايضاً لها تأثير كبير في جنوح الاطفال وتزيد الطين بلة عندما يرافق الفقر مع الجهل تحت سقف واحد مما تصبح اجاوء ندية لانحراف الاحداث حيث الحالة المادية السيئة تخلق حاجات ورغبات كثيرة يصعب تحقيقها مما تدفع بالحدث الى ترك المدرسة وتحت ضغوط مختلفة يصبح فريسة لتعاطي هذه الظاهرة.
4- تأثير الحي السكني: من خلال ضعف التوعية بخطر هذه السموم فضلا عن سوء استغلال اوقات الفراغ والتقليد. وبناءاً عليه لم تعد هذه الظاهرة قضية أخلاقية فحسب  بل ظاهرة عامة لها كلفة اقتصادية واجتماعية ونفسية باهضة اخذت تشكل تحدياً مصيرا بالغ الاثر يلغي مصداقية كل تقدم ونمو. مما يتطلب المزيد من الاهتمام والدراسات للوقوف على اسباب وقوعها وملابسات ارتكابها فهي مسؤولية الجميع تتطلب مشاركة الاسرة والمجتمع والدولة والمدرسة والادارات المعنية لوضع الخطط واتخاذ الاجراءات اللازمة لإصلاح الاحداث المنحرفين باصلاح البيئة الاجتماعية وليكن هذا الاصلاح طوقاً في عنق كل عراقي غيور على مستقبل بلاده. وللحد من هخذا النشاط غير المشروع الذي يستهدف الفرد بكل مكوناته.
كما ويتطلب الامر المزيد من الشفافية في المجتمع في كل الاصعدة حيث المحاسبة والمسائلة تقلل من حالات الفساد وكلما ارتفعت الشفافية امكن محاربة الفساد ومواجهته والسيطرة على آثاره المدمرة ومنها هذه الظاهرة المميتة.

 


Comments are disabled.