Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 22/02/2014

جامعة بغداد تناقش ظاهرة الغربة والحنين في الشعر العربي

قدم الأستاذ المساعد الدكتور صبيح مزعل جابر من مركز احياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد محاضرة حملت عنوان ( ظاهرة الغربة والحنين في الشعر العربي ) تم من خلالها مناقشة واستعراض تلك الظاهرة حيث تناول الدكتور صبيح مزعل اهم ما جاء في كتابه الذي صدر حديثاً والذي حمل اسم نفس المحاضرة المذكورة حيث بدأ بقوله تعالى ( ولو انَّا كتبنا عليهم أن آقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ) .
حيث بين ان هناك تسعة مباحث تناولت ظاهرة الغربة منذ العصر الجاهلي وحتى الأن معتمداً على التراث الشعري العربي الغزير راصداً لهذه الظاهرة بكل تفاصيلها واثارها السلبية في نفوس الشعراء الذين عاشوا معاناة الغربة وتداعياتها المؤلمة.
وقال ان اصعب انواع الغربة تلك التي تولد الحنين الطاغي لدى الانسان ومألوفاته المادية والشعورية التي فارقها مرغماً وعادة ما تكون هذه الغربة اما مكانية (وجودية ) او زمانية او روحية .
والغربة المكانية اما ان تكون قسرية او طوعية مدفوعة بظروف غير طبيعية تجعل الانسان يفقد الفئة لمألوفاتة الروحية التي عاش معها والتي تربى في بيئتها القريبة من قلبه وروحه وهي غربة امتدت مع امتداد التاريخ وتحولاته الطبيعية والاجتماعية .
فيما اشار الى الجانب الثاني من غربة الانسان وهي الغربة الروحية فقد كانت هذه الغربة التي نسجت خيوطها المتشابكة لتلتف حول عنق الانسان وتزيحه عن مداره التقليدي في مجالات الحزن والفرح، اما المشاركة الوجدانية مع الناس بحيث تستطيع هذه الغربة ان تخرج صاحبها من زمانه وعصره .
بعد ذلك عرض الدكتور صبيح مزعل في محاضرته نماذج من شعر الغربة لشعراء عاشوا الذين عانوا الغربة والحنين ،ومات جلهم في الغربة والذين يرتبطون جميعاً بخيط واحد الا وهو خيط الالتزام بالمواقف الانسانية كما انهم يتميزون بالشجاعة والاقدام والتضحية في سبيل القيم العالية كذلك تطرق المحاضر الى قصيدة ( مالك بن الريب) التي قالها وهو يحتضر في مكان بعيد وارض غريبة وهو وحيد بعد ان طلب من رفيقي سفره ان يتركاه ويرحلا .

Comments are disabled.