Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 05/03/2014

أستاذة من جامعتنا تترأس تحكيم مهرجان دولي

دكتورة سافرة ناجي المرأة الحديدية في مهرجان مسرح المغاربية

   علم من أعلام العراق، في جامعتنا العريقة، يبصم الجمال المسرحي سماء الجزائر، وهذه المرة البصمة بيد أستاذة النقد المسرحي الدكتورة سافرة ناجي في كلية الفنون الجميلة، وهي تترأس لجنة التحكيم لمهرجان أيام المسرح المغاربية الدولية المقامة تحت شعار ( من اجل ارث أصيل) دورة المرحوم علي ناجي في طبعتها الثانية، فريق الموقع الالكتروني تابع هذا النشاط والجهد المميز للدكتورة سافرة، وحورها بعد عودتها إلى رحاب الدرس الأكاديمي، وسؤالها عن طبيعة المشاركة بوصفها ممثلا لجامعة بغداد التي أوفدتها للمشاركة في هذا المهرجان، ولنتعرف عن طبيعة المشاركة العراقية في هذا المهرجان، والتي بينت لموقعنا الالكتروني تفاصيل كثيرة حول المشاركة، حيث أوضحت، وصلتني الدعوة للمشاركة في لجنة تحكيم الأعمال المشاركة في هذا المهرجان وبعد وصولي كان قرار الهيئة المنظمة للمهرجان وأعضاء لجنة التحكيم ان أكون على رأس اللجنة مستندين في ذلك إلى أنهم وجدوا في سيرتي العلمية ونشاطي النقدي يؤهلني لرئاسة اللجنة وباشرنا العمل بعد ان وضعنا معايير للتحكيم وبحسب الجوائز المقرة من قبل لجنة العليا واللجنة التحضيرية للمهرجان بها ،وهي المرة الأولى التي ازور فيها الجزائر، والثقافة الجزائرية ثقافة متلهفة للتواصل مع الفكر العراقي وهي متيقنة ليس هناك فكر أو ثقافة اقرب لها من الثقافة العراقية سيما وهي تجد ان هناك مشتركات بين الثقافتين وبين الشخصية العراقية والشخصية الجزائرية التي نضجت فكريا وثقافيا على يد المعلم العراقي الذي كان له الدور الأكبر في صياغة الكثير الكثير من مرتكزات الثقافة الجزائرية، وهذا ما لمسته في رغبة الجامعة الجزائرية على الانفتاح المعرفي على الجامعة العراقية، فضلاً عن حضور النص المسرحي العراقي في المسرح الجزائري بشكل لافت، وتفاعل الجمهور مع العرض المسرحي العراقي، ونحن نعرف انفتاح الثقافة الجزائرية على الثقافة الأوربية وهذا يمنحها ملمحا خاصا بها، إلا إني وجدت هذه الثقافة تبحث عن جديد النقد العراقي في مجال الدراسات وفي مجال النقد المسرحي ودوره وعلاقته مع المنجز الفني، ولاسيما بعد ما يشيع الإعلام من انغلاق الفكر بعد التحول على متن محدد، وهذا لا يعني أنهم غير متابعين للفكر العراقي الحداثوي، لكنهم يبحثون عن صدى حقيقي عن تحولات الفكر العراقي الجديد وحرية التعبير وشكلها ،وكان السؤال الأبرز هل النقد في العراق يتقاطع مع المنجز الإبداعي، أم يعاضده، وكانت إجابتنا لهم وبحسب الواقع الفكري للنقد العراقي هو نقد يعاضد الظاهرة ويبرزها، وقد غادر فضاء الانقطاع والانزواء في خانة الفصل بين الجيد والرديء، بل انفتح على جس المعنى والكشف عن ملامح النضج الإبداعي، عنده كان الرد بان هذا هو العراق وهذا فكره فمن رسم الحرف الأول سيضل في الريادة مهما تعثرت عجلة تقدمه الفكري، وضعت اللجان المنظمة للمهرجان ست جوائز للتنافس عليها بين الدول العربية المشاركة عبر فرقها المسرحية وهي جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل ،وجائزة أفضل نص مسرحي، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل تمثيل نسائي، وجائزة أفضل تمثيل رجالي، وجائزة لجنة التحكيم، كانت لجان المهرجان المنظمة له لجان مهنية تركت القرار الحسم إلى ما ترى لجنة التحكيم مناسبا ويحقق معطيات التنافس الجمالي ،ولكي لا تكون القرارات ذاتية احتكمنا إلى حسم التنافس على أساس مجموع الدرجات التي حصل عليها العرض المسرحي في هذا الحقل عن ذاك وبحسب الجوائز المحددة قبلا للتنافس عليها.

 وهنا بودي ان أشير إلى ان لجان المهرجان أرادت له ان يكون مهرجانا عربياً فدعت كل من العراق والسعودية ولبنان وجمهورية مصر العربية وجمهورية ليبيا وتونس الخضراء والمغرب والبلد المضيف الجزائر، لكن تعذر حضور لبنان لأسباب فنية طارئة. 

حصل العراق على الجائزة الأولى في النص المسرحي وهي للكاتب المسرحي حيدر الشطري، وقد تنافس العراق على هذه الجائزة مع اثني عشر نصا مسرحيا مشاركا في هذا المهرجان وقدم العرض المسرحي من قبل جماعة العمارة للتمثيل، وكنا نتمنى ان يكون هناك جائزة لأصغر مشارك في المهرجان، إذ ابهر كل من علي صبيح وحيدر إحسان جمهور وصحافة وفنانين المهرجان وهم يبصمون بصمتهم العراقية بأدائهم المتميز، إذ تصدروا الإعلام المرئي والمقروءة. 

لم تكن صعبة لأننا والحمد لله نمتاز بالمهنية  والموضوعية، لكنها كانت تمتاز بالحساسية سيما وان العراق مشارك في المهرجان لكننا أثبتنا لهم ان العراقي لا ينحاز إلا للجمال والإبداع، وقد وجه لنا هذا السؤال من قبل الإعلام، لكننا كما تعودنا في حياتنا العملية على الموضوعية كانت رسالة أخرى عن العراق وأهله ومثقفيه تكشف عن الق السلوك العراقي، وهذا ما بهرنا به المهرجان، وكان دورا داعما ومشاركا في المهرجان وقد نظموا لنا زيارة إلى جامعة الوادي التي تضم ست كلية علمية وإنسانية، وأعلنوا رغبتهم بالتعاون والتبادل العلمي، وطلبوا مني ان أقوم بالتنسيق لأجل الانفتاح بين الجامعة العراقي والجامعة الجزائرية.

الحضور العراقي كان مشعا كالبروق وإدارة المهرجان وجدت في معيار نجاح المهرجان هو حضور العراق، وكل المشاركين كانوا يعلنوا ان الحضور العراقي حضور مهيمن ويغبطوا العراق لان تكون رئاسة لجنة التحكيم هي للعراق وليس لشخص دكتورة سافرة، والحمد لله قد مثلنا العراق بما يليق بالعراق، بأرض الإشعاع الفكري والإنساني.

   كانت الدبلوماسية العراقية متميزة ومنتشية بحضور العراق وقد احتفت احتفاءً كبيرا وقد منحت حضورنا القا مضافا عند اتصالاتها المستمرة مع إدارة المهرجان للاطمئنان على الوفد المشارك، واستقبالنا من قبل سعادة السفير العراقي الأستاذ عدي الخير الله. 

قدمنا عدد من المقترحات وأبرزها ان يكون عرض الافتتاح إنتاج مشترك بين العراق والجزائر وان يكون النص من العراق والإخراج من الجزائر والدراماتورج من العراق . وبعد ختام المهرجان تناقش معي أكثر من مخرج حول هذا الاقتراح واقترحت عليهم ان يكون العرض عن شخصية المتنبي وحصلت قناعة بهذا الاقتراح.

  حاكت جميع العروض إشكاليات الإنسان العربي المعاصر سيما بعد ثورات الربيع العربي، في اغلب العروض التي تنوعت بين اضطهاد حرية الفنان والآخر حاكى طبيعة العلاقات العربية الاجتماعية متسمة بالازدواج ورفض الحوار مع الآخر . 

وكان العرض المشارك تحت عنوان ( أيها الأتي وداعا ) للكاتب المسرحي حيدر الشطري، وقدم رؤيته الجمالية في هذا النص في محاكاته للواقع العراقي بعد الاحتلال وإشكالية تعاطي الإنسان العراق الذي وجده قيدا بديلا عن الدكتاتورية التي رفضها كما رفض الاحتلال بكل إشكاله التي تلون بها، مقرا ان من يبني الوطن هم أبناء الوطن وإرادتهم الحرة. 


 

Comments are disabled.