Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 17/09/2014

بحوث السوق في جامعة بغداد يصدر دراسة عن تأثير المحارق الطبية على البيئة و الانسان

صدرت في مركز بحوث السوق وحماية المستهلك بجامعة بغداد، دراسة عن الاضرار البيئية والصحية التي تسببها المحارق الطبية، أعدها المدرس المساعد نبراس محمد الصفار .

وتأتي هذه الدراسة التي نشرت على الموقع الالكتروني للمركز، وبعد ان صدرت قبلها العديد من الدراسات التي تؤكد، ان المحارق تخرق قوانين حرق النفايات ومعالجة الغازات الناتجة عن الحرق، نظرا لما تسببه في نشر غاز (الديوكسين) من حولها في المناطق السكنية، وبحسب (دليل معايير الديوكسين) الصادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن غاز الديوكسين الذي صنفته الوكالة الدولية لابحاث السرطان (LARC) مصدر مؤكد للسرطان الذي يصيب الانسان، على اثر محارق المستشفيات والمخلفات المختلفة .

وأكد الباحث ان هذه المخلفات ناتجة عن (العمليات الجراحية في المستشفيات، ومخلفات الولادة كالمشيمة، والاجنة الميتة، ومخلفات معامل الادوية)، اذ يتم حرق النفايات الطبية التي تحوي نسبة كبيرة من البلاستك في هذه المحرقة يوميا، مما يؤدي الى انبعاث ادخنة كثيفة ورمادا اسود، فضلا عن الروائح الكريهة بشكل دائم والتي تضر بالمنطقة المحيطة بالمستشفى. 

ودعت الدراسة الجهات المعنية الى ايقاف هذه الكارثة، ونقلها الى مكان آخر خالٍ من السكان وذلك حرصا على الصحة العامة، مشددة ان رحلة النفايات الطبية، تبدأ  بخروجها من احدى المستشفيات، مرورا بالمحرقة، لتحويلها الى مواد غير عضوية، وتنتهي الرحلة بحياة مليون فرد او اكثر، وذلك بحسب الدراسات العلمية التي تؤكد ان لتراً واحدا من الديوكسين كفيل بالقضاء على مليون شخص واصابة مليون الاخر بعاهات .

وأشارت الدراسة الى عدم وجود التنسيق بين وزارتي الصحة والبيئة في تجهيز الوسائل التقانية الكافية لمنع هذه الغازات، تمهيدا للإعداد لنقل هذه المحارق بعيدا عن المناطق السكنية مما يؤدي الى تلوث البيئة بأشكالها كافة.

وأشارالباحث ان المادة الكيميائية (تتراكلورو دي بنزو باراديكسون) تعد من المواد الضارة جداً بالبيئة، وتدخل في نطاق ما هو معروف عالميا بإسم مجموعة الاثني عشر، والتي تعد احد المكونات الاخطر على البيئة .

 وخلصت الدراسة ان اشارات جميع التقارير والابحاث تؤكد ان الديوكسين يبقى فترات طويلة جدا في الطبيعة وداخل الجسم، ونصف العمر اللازم لتحلله في جسم الانسان هو سبع سنوات، اما اخطر المصادر التي تتسبب في تلوث البيئة بالديوكسين، هي محارق المواد الصلبة، ومخلفات المستشفيات الطبية، اما عن تأثيراته الطبية على الجسم البشري فهي الالتهابات الجلدية الحادة، واسوداد الجلد، وظهور بقع سوداء عليه، وله تأثيراته الضارة على وظائف الكبد، كما يؤثر في جهاز المناعة والجهاز العصبي والغدد الصماء، ويؤدي في حيوانات التجارب الى السرطان. 

ويمكن ان ينتقل الى الغذاء المتعرض لهذه المادة عبر الاتربة، وهذا التلوث يمكن ان يحدث في كل مرحلة من مراحل تناول الغذاء، لاسيما اللحوم البيضاء كالسمك والبيض، وان الاقلال من اكل الدهون الحيوانية يقلل من خطر الاصابة بتلوث الديوكسين، اذ ان كل انسان لديه نسبة من هذا الديوكسين الذي يختزن مع الدهون في الجسم، ويقاس بالبيكو غرام، اي واحد على تريليون مع الغرام، ويترتب عليه الكثير من الاثار الصحية المدمرة في حال ارتفاعها على هذا المعدل عشر مرات.

Comments are disabled.