Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 23/09/2014

دراسة في هندسة بغداد تضع حلولا تصميمية لدور الحضانة ورياض الأطفال


جرت في كلية الهندسة بجامعة بغداد، مناقشة اطروحة الماجستير الموسومة” الحلول التصميمية لعمارة صديقة للطفل – دور الحضانة ورياض الاطفال- ” ، للطالبة “نور عبد الباسط منيب محمد امين” في قسم الهندسة المعمارية .
وتاتي أهمية الرسالة نظرا لما تعده مرحلة الطفولة الاولى من المرحل المهمة، حيث تشكل هذه المراحل المفاهيم الاساسية للطفل، وتعمل على ترسيخ مقومات الابداع والتفوق، وهي المرحلة التشكلية الحقيقية للطفل  بكامل  ابعادها، اذ يتكون 50% من ذكاء الطفل  في هذه  المرحلة، ويقاس تطور الأمم والمجتمعات بمدى إهتمامها بعالم الطفولة وتطويرها لنظامها التربوي بما يتلائم مع مستجدات العصر ومتطلباته، لذلك تقع على عاتق المجتمع الاهتمام بالاطفال ودعم نموهم وتطورهم، إذ يمثلون إنعكاساً لصورة المجتمع المستقبلية،  وتتمثل اهمية انشاء دور الحضانة ورياض الاطفال في توفير بيئة سخية هادفة للطفل في السنوات الاولى من عمره تساعد على استمرارية وتكامل نموه العقلي والوجداني و الحسي والحركي.
وقد شكّل الاطار النظري المتكامل للدراسة الذي يدمج التوجهات التربوية والتوجهات المعمارية المعاصرة لعمارة الطفل وصولاً الى ستراتيجيات عامة تستخلص منها العوامل التصميمية لعمارة صديقة للطفل، والتي تعد مشكلة البحث الرئيسية، اذ وجدت الباحثة وجود قصور معرفي في حقل العمارة بصورة عامة، لاسيما في تقديم أطر نظرية واضحة للحلول التصميمية للعمارة الصديقة للطفل نتيجية لتركيز غالبية الطروحات على  مفردات  ومؤشرات  مجزأة من جهة، وغياب الربط الجدلي والمنطقي بين النظريات المعمارية والنظريات التربوية والسايكولوجية الخاصة بالطفل من جهة أخرى، وعلى ضوء المشكلة البحثية، تحدد هدف البحث في التوصل الى بناء انموذج نظري متكامل يدمج التوجهات التربوية والتوجهات المعمارية المعاصرة لعمارة الطفل وصولاً الى ستراتيجيات عامة تستخلص منها العوامل التصميمية لعمارة صديقة للطفل.
 لقد تطلب تحقيق هدف الدراسة الى بناء الاطار النظري، ومن ثم تطبيق ذلك الاطار على بيئات معمارية منتخبة – عالمية ومحلية- لدور الحضانة ورياض الاطفال، بهدف اختبارتطبيق مفردات الاطار على هذه البيئات وتشخيص الايجابيات والسلبيات وصولاً الى عمارة صديقة للطفل.
وفي ضوء ذلك فقد قامت الباحثة ببناء هيكل البحث الذي يضم خمسة فصول، حيث خصص (الفصل الاول) لبيان اهمية دوّر الحضانة ورياض الاطفال في التاريخ الحديث، وذلك ضمن محورين، يركز المحور الاول على تاريخ نشوء دور الحضانة ورياض الاطفال على المستوى العالمي بجانبيه التربوي والمعماري، اما المحور الثاني فيتناول تاريخ نشوء دور الحضانة ورياض الاطفال على المستوى المحلي.
 وقد تناول (الفصل الثاني) سيكولوجية اللعب وانعكاس المناهج الفكرية على متطلبات بيئة الطفل ضمن محورين، يتضمن المحور الاول نمو الطفل وتطوره، وسيكولوجية اللعب، اما المحور الثاني فيتناول المناهج الفكرية التي انعكست في بيئة الطفل، ويتضمن ذلك المناهج الفكرية التربوية والمناهج الفكرية المعمارية وصولاً الى بناء اربعة مفاهيم عامة مشتركة تعكس الخصائص المنشودة  لبيئة الطفل – متضمنة البيئة الخارجية والبيئة الداخلية – المتمثلة بـ (بيئة تعليمية عن طريق العمل والمحاكاة والورش والمختبرات، وهي  بيئة غنية مثيرة تعمل كمعلم ثالث للطفل، وبيئة مستدامة – صحية واقتصادية واجتماعية،  وبيئة  مشابهة للبيت، تحقق الامان النفسي والفيزيائي) .
وقد سعى (الفصل الثالث) الى ترجمة هذه المفاهيم، الى ستراتيجيات في بيئة الطفل الخارجية والداخلية مستخلصاً منها المؤشرات التخطيطية والتصميمية وصولاً الى عمارة مناسبة للطفل تحقق الابعاد السيكولوجية والفيزيولوجية والعاطفية، ويتضمن الفصل محورين، يتناول المحور الاول منخ الاهداف التصميمية لعمارة الطفل وانماط دور الحضانة ورياض الأطفال، في حين يختص المحور الثاني باستخلاص المؤشرات التصميمة للفضاءات الخارجية والداخلية نحو عمارة مناسبة وصديقة للطفل.
 اما (الفصل الرابع) من الدراسة فقد هدف الى تطبيق الاطار النظري المستخلص من الفصل الثالث، وتطبيق الستراتيجيات والمؤشرات المستخلصة – على المستوى التفصيلي لعمارة دور الحضانة ورياض الاطفال – على عينات مختارة عالمية ومحلية.
 وقد خصصت الباحثة (الفصل الخامس) للاستنتاجات النهائية والتوصيات، اذ أفرزت النتائج التي خلص اليها البحث في جزئيه النظري والتطبيقي، آلية واضحة لتحقيق بيئة صديقة للطفل تدعم نمو وتطور الطفل وتلبي احتياجاته الفيزيولوجية والسيكولوجية والعقلية والعاطفية. ان هذه الآلية تمكّن المصمم وتعينه على ابتكار الحلول الملائمة لكي تصبح عمارة الطفل بيئة صديقة له.
وقد اشرف على إعداد الأطروحة، الأستاذ المساعد الدكتورة هدى عبد الصاحب العلوان، فيما تألفت لجنة المناقشة من، الأستاذ طالب حميد الطالب (رئيسا)، وعضوية كل من، الأستاذ المساعد الدكتورة اسماء محمد حسين المقرم، والدكتورعبد الجواد حسن عزيز.

Comments are disabled.