Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 28/01/2015

جامعة بغداد تحتفي بعالم ساهم بابتكار صنف جديد من الحنطة وانتاج اول رغيف خبز عراقي

احتفت جامعة بغداد بالعالم العراقي الباحث الدكتور اياد كبة، وذلك بانتاج اول رغيف خبز عراقي خالص مئة بالمئة، وذلك على اثر ابتكار الباحث المذكور طفرة جينية وراثية جديدة حصل منها على براءة اختراع تعد الاولى في مجال تطوير انتاج القمح العراقي باسلوب مبتكر .

وقال رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور علاء عبد الحسين في كلمة القاها في حفل الاحتفاء بالعالم العراقي كبة، “ان ما قام به الباحث يعد منجزا وطنيا هاما ولاسيما في هذه المرحلة التي أحوج ما يكون فيها وطننا الغالي إلى اختراعات في تطوير الواقع الزراعي، اذ عن طريقها تمكن من تحقيق ابتكار جين وراثي بإكثار بذور الصنف أوروك تمهيداً لتوزيعه على المزارعين لكي يحل محل الأصناف السائدة في المنطقتين الوسطى والجنوبية نظراً لتفوقه وملائمته  لكلتا المنطقتين، وقد تم وضع خطة لاكثار بذور الصنف الجديد في الموسم الزراعي القادم”.

واضاف رئيس جامعة بغداد “نبارك اليوم هذه الجهود العلمية المثمرة التي حققت هذا الانجاز الذي هو في تماس مباشر مع امن المواطن الغذائي، وما سياسهم به في المجال الاقتصادي، ولاسيما مع الظروف الاستثنائية الحالية التي هبطت فيها اسعار النفط في العالم وادت الى تاثر كبير في الميزانية العامة للبلاد، ونتمنى عبر هذا الابتكار ان يكتفي العراق ويسد حاجته عن استيراد القمح من دول العالم، ويوفر عملته الصعبه ويساهم في تصديره الى دول العالم الاخرى بفضل جهود باحثي جامعة بغداد وتدريسييها”.

وكان رئيس جامعة بغداد قد استقبل العالم كبة، وزاره في مختبراته العلمية بمعهد الهندسة الوراثية والتقنيات الاحيائية، واطلع على أبحاثه العلمية، التي شارك بها في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية والتي نشرت في المجلات البريطانية والكندية واليابانية، وكذلك في مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن اطلاعه على الحقل الخاص بهذا المنجز الهام، ليوعز بتكريم الدكتور إياد كبة ومنحه درع جامعة بغداد .

وقد تمكن الباحث الدكتور إياد كبة، من ابتكار طفرة جينية وراثية، في براءة اختراع تعد الأولى من نوعها في مجال تطوير إنتاج القمح باسلوب جديد، اذ عمل على استنباط صنف لجين خاص بالتركيب الوراثي لصنف الحنطة اينيا 66، قادرة على مضاعفة إنتاج القمح بالعراق والعالم ككل، وذلك بعد ان استغرق بحثه العلمي، مدة عامين متتالين في مختبرات معهد الهندسة الوراثية بجامعة بغداد، ليأتي بطفرة نوعية من الإنتاج والمحصول الزراعي، والذي يعد بمثابة منجز عالمي على مستوى البحوث العلمية الرصينة ذات معامل التأثير.

وكانت جامعة بغداد قد أوعزت ومنذ ثلاث أعوام تقريبا بتوفير متطلبات هذا الابتكار، من الحقل الزراعي الذي يتميز بمواصفات قياسية، وتوفير مختبر علمي خاص بالجينات مع معدات ومستلزمات علمية أخرى، ليأتي الانجاز العلمي بأفضله. وقد أوعز الأستاذ الدكتور علاء عبد الحسين رئيس جامعة بغداد ومنذ شهور في تذليل العقبات كافة أمام تجارب العالم كبة وزملائه في معهد الهندسة الوراثية والتي وصفها بالمميزة والنادرة، كونها ناتجة عن عقول عراقية مميزة يمتد جينها الفكري إلى أكثر من ستة آلاف عام .

ومن جانبه وصف الدكتور اياد كبة هذا الانجاز بأنه هام في العراق، كونه يستورد القمح، وان هذا الانجاز سيحقق الاكتفاء الذاتي للبلاد دون الحاجة إلى استيراد كميات من الخارج، اذ انه قادر على مضاعفة الإنتاج وقادر أيضا على تحقيق طفرة نوعية في النوع وليس الكم فحسب، كون ان الاستنباط جاء ضمن مواصفات غير تقليدية، وعلى وفق حاجة السوق .

واضاف “قمنا بدراسة استقصائية وزيارات ميدانية الى كثير من الحقول الزراعية في المحافظات العراقية الوسطى والجنوبية ولاسيما في حقول الديوانية لندرس حالة القمح العراقي، وقد وجدنا ان هناك ضعفا في الإنتاج، وان البذور تحتاج إلى تحسينات ولاسيما وان الكثير من الفطريات والمايكروبات التي تمثل أوبئة قد نالت من بعض محصول القمح، لتأتي دراستنا على وفق هذه البيئة وهذه الظروف والحالات الاستقصائية التي قمنا بها في استنباط الصنف الجديد، وذلك عن طريق التحكم في الجينات الوراثية للبذور، وقد تمكنا بفضل الله عز وجل من تغيير مواصفات بعض الصفات الوراثية الى الافضل والاحسن، والذي نلنا عليه براءة اختراع واعتماد صنف الحنطة (أوروك) الذي استنبطناه عن طريق تقانة ادخال الطفرات الوراثية في الصنف اينيا 66 والذي استكمل في السنتين الاخيرتين بمعهد الهندسة الوراثية، وعلى اثرها منحنا الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية براءة الاختراع على التقانة التي استخدمناها للحصول على الصنف” .

 وقد تميز “صنف الحنطة (أوروك) بصفات نوعية وكمية عديدة عن الأصناف السائدة في المنطقتين الوسطى والجنوبية في العراق، والذي تحقق طريق تقانة استحداث الطفرات الوراثية بواسطة تشعيع البذور المخزونة لسنوات عدة من صنف الحنطة الناعمة (اينيا-66) بجرعات معينة من أشعة كاما، مما أدى إلى حدوث نوع من التأثير المشترك بين الإشعاع ومركبات الألدهايد (التي تعد من المطفرات الكيمياوية المتراكمة في البذور نتيجة خزنها) وبالتالي فقد أحدث التأثير المطلوب على الجينات المسؤولة عن طول النبات (Rht alleles) مما أدى إلى اختزال طول النبات من معدل 105 سم إلى معدل 78 سم في الصنف الجديد اوروك، وقد أجريت العديد من الدراسات على هذا الصنف الجديد وتم نشرها في مجلات علمية عراقية وعالمية متخصصة وشارك في مؤتمرات دولية، وتبين منها ان الصنف الجديد مقاوم للاضطجاع الذي يؤدي إلى انخفاض الحاصل الذي قد يصل إلى 40% فضلا عن ان هذا الصنف مقاوم جيد لمرض صدأ الساق والأوراق، واستجابته جيدة للتسميد النيتروجيني وقابليته للخبز جيدة جدا، وتبين كذلك ان إنتاجيته تفوق إنتاجية أصناف الحنطة السائدة في المناطق الإروائية بمقدار الضعف .

 وقد تم أخيرا اعتماد الصنف الجديد في المنطقتين الوسطى والجنوبية للمزايا والصفات الجيدة المذكورة في شهادة الاعتماد، وتجري الآن الأبحاث الخاصة بالتحليل الوراثي للجينات المسببة لصفة القصر وتفاعل إنزيم البوليميريز التسلسلي  (PCR) في معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا بجامعة بغداد، وقد تم نشر البحث في مجلة المعهد “المجلة العراقية للتقانات الاحيائية”، الحاصلة على عامل التاثير العالمي.

يذكر ان  العالم الدكتور إياد جابر عيسى كبة، هو أستاذ مساعد في معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا بجامعة بغداد، وكان قد عمل في مجال البحث العلمي والتدريس الجامعي وفي المجال التربوي في أربع دول عربية هي (العراق، الأردن، ليبيا والإمارات العربية المتحدة)، وشارك في مؤتمرات علمية عراقية وعربية ودولية، ووصفته موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين أحد أعلام العراق، وذلك في الجزء الثاني من الطبعة الأولى، وعمل في مجلس البحث العلمي بعد حصوله على الدكتوراه في الوراثة من جامعة ويلز في بريطانيا، وبدأ نشر أبحاثه منذ عام 1980 في مجلات علمية متخصصة في بريطانيا وهولندا واليابان وكندا والنمسا، وله اكتشافات في مجال الأصناف المتطورة من القمح، ويعمل حاليا تدريسيا في معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا / جامعة بغداد.

وقد حضر حفل الاحتفاء مساعدي رئيس الجامعة لشؤون الادارية والعلمية، الاستاذ الدكتور رياض خليل خماس والاستاذ المساعد الدكتور اسامة فاضل عبد اللطيف، وعميد معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الاحيائية الاستاذ الدكتور عبد الحسين الفيصل، وعدد من مدراء اقسام الجامعة، وباحثو المركز وتدريسييه .


Comments are disabled.