نشأة جامعة بغداد

Last Updated on 28/03/2024

إن الحديث عن جامعة بغداد ونشأتها هو في الواقع حديث عن نشأة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق إذ ان جامعة بغداد ليست اكبر مؤسسة علمية فيه فحسب وإنما هي أولها فقد انطلقت منها الملاكات التدريسية والفنية والإدارية المدربة تدريباً عال المستوى لتنشر على مساحة الجامعات العراقية الأخرى التي تم تأسيسها فيما بعد كما استفادت من تلك الملاكات المؤسسات الحكومية الأخرى. نشأت الجامعة منذ إدراك فكرتها وتنامي ضرورة العمل على تحقيقها مما جعلها مطلباً شعبياً مهماً، الامر الذي اضطر الحكومات في حينه إلى مسايرته وذلك من خلال القيام ببعض الخطوات في سبيل تحقيق هذا الطلب.

في عام 1943 تشكلت أول لجنة لدراسة إمكانية تأسيس جامعة عراقية. وقد شرع في أيلول عام 1956 أول قانون لتأسيس جامعة في العراق باسم “جامعة بغداد”. وفي عام 1957 عين أول رئيس لجامعة بغداد ومجلس تأسيسي للجامعة ليقوم بمهمة دراسة واقع الكليات والمعاهد القائمة حينذاك وإجراء التغييرات اللازمة في كيانها، واتخاذ الخطوات الضرورية لربطها بالجامعة بعد التأكد من بلوغها المستوى العلمي المناسب. في عام 1958 شُرّع قانون آخر لجامعة بغداد والذي تم بموجبه الاعتراف بقيام جامعة لها مجلس يدير شؤونها العلمية والإدارية وتضم كليات الحقوق والهندسة والتربية والطب والصيدلة والآداب والتجارة والزراعة والطب البيطري كما ألحقت بجامعة بغداد معاهد عالية هي :

*  معهد العلوم الإدارية

*  معهد اللغات

*  معهد المساحة

*  معهد الهندسة الصناعية العالي

*  معهد التربية البدنية.

وضع التصميم  الأساس لجامعة بغداد 1960 من قبل شركة تاك الاستشارية ( TAC: The Architects Collaborative ) التي ترأسها المعماري العالمي و التر كروبس (  Walter Gropius ) والذي يعد من أبرز معماري القرن العشرين و رائداً عالمياً لحركة العمارة الحديثة .

احتل مشروع جامعة بغداد أحد المواقع الفريدة في مدينة بغداد ضمن منطقة الجادرية , فموقعه ضمن شبة جزيرة محاطة بمياه نهر دجلة جعلت منه موقعاً مثالياً المدينة جامعية مميزة . بلغت مساحة الموقع 1300 دونم او 325 هكتاراً ( 3250000م2 ) . يتكون التصميم الأساس لجامعة بغداد / الجادرية من أنظمة رئيسة متمثلة بالنطاق الأكاديمي و النطاق السكني و النطاق الرياضي و الناطاق الخدمي .

ونظراً لتزايد متطلبات البلد التنموية التي فرضت على جامعة بغداد التوسع من حيث أعداد الطلبة وملاكاتها العلمية والفنية ومد نطاق نشاطها العلمي الى مدن أخرى في العراق. أقامت الجامعة في مدينة الموصل كليات الطب والعلوم والهندسة والزراعة والغابات والصيدلة والدراسات الإنسانية ومعهد للحاسبة وأقامت في البصرة كليات للتربية والحقوق والهندسة. في مطلع نيسان 1967 أصبحت الكليات أعلاه أساسا لجامعتي الموصل والبصرة.

وكانت جامعة بغداد منذ تأسيسها وحتى الآن تستجيب بشكل سريع لكل متطلبات خطط التنمية القومية وذلك من خلال زيادة أعداد الطلبة المقبولين في الاختصاصات كافة، إلى جانب استحداث كليات جديدة التي بلغت حتى الآن أربعا وعشرين كلية فضلاً عن أربعة معاهد للدراسات العليا هي (التخطيط الحضري والإقليمي، الليزر والبلازما ،الهندسة الوراثية،معهد الدراسات المحاسبية والمالية)كما كانت تستجيب أيضا من خلال زيادة التخصصات في الدراسات العليا الذي تتبعه زيادة في أعداد الطلبة المقبولين فيها.

يمثل النطاق الأكاديمي قلب المجمع و يقع محصوراً ضمن شارع حلقي  , يشمل هذا النطاق أبنية كليتي الهندسة و العلوم تتوسطها أبنية الفعاليات الاجتماعية و الثقافية والعامة و التي تحتل موقعاً مركزياً ضمن النطاق الأكاديمي و تعد مركزاً حيوياً للحياة الاجتماعية و تبادل الاراء الأفكار بين الطلبة والأساتذة و توسيع الافق العلمي والفكري والثقافي . تتضمن هذه الأبنية القاعة الرئيسة ( سعة 1700 متفرج و التي تعقد فيها المؤتمرات و الندوات والاحتفالات الخاصة بالجامعة ) والمكتبة المركزية ( سعة مليون كتاب و إستيعاب 2700 قارئ ) وبرج رئاسة الجامعة و الادارة العامة وأخيراً المركز الطلابي ( والذي يتضمن مطعماً وكافيتريا وبريدا و مركزاً صحياً وقاعة عرض وقاعات العاب وقاعة رياضية وفضاءات للنشاطات الطلابية المختلفة كالرسم والموسيقى … فضلاً عن إستغلال بعض فضاءات المركز الطلابي من قبل بعض مراكز و معاهد الجامعة مثل مركز البحوث النفسية ومركز التطوير و التعليم المستمر و معهد الليزر للدراسات العليا و معهد الهندسة الوراثية و التقنيات الاحيائية للدراسات العليا … ) منقول

خارج الشارع الحلقي تقع الفعاليات التي تسند الحياة العامة في الجامعة المتمثلة بالمسجد و دار رئيس الجامعة و التسهيلات الرياضية ( متمثلة بكلية التربية الرياضية شرق المجمع ) والأبنية الخدمية العامة و مجمعات أبنية الأقسام الداخلية ( والتي تشغل حالياً من قبل كليات و مراكز معاهد تابعة لجامعة بغداد بعد قرار إلغاء الأقسام الداخلية في الجامعات العراقية عام 1986 مثل كليات العلوم السياسية و التربية للبنات و العلوم للبنات , والمعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية و مركز الدراسات النفسية والتربوية و مركز بحوث السوق و مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ) كما أضيفت أبنية لكليات جديدة مثل كلية هندسة الخوارزمي وأبنية كلية الإعلام  فضلاً عن ابنية  جديدة والتي تضم توسعات كلية العلوم.