Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 07/03/2011


 

         إصلاح التعليم العالي تقوده جامعة بغداد نظريا وعمليا

 

     مساع جادة وفاعلة تتبناها جامعة بغداد منذ سنوات في تطوير التعليم العالي العراقي عبر جهودها وانجازاتها العلمية التي لم تتوقف يوما للانطلاق بأبهى الأفكار وأفضل التدابير، لكي يتحقق الهدف السامي في التعليم عبر النتائج العلمية الناجعة التي من شأنها أن تشكل مفهوما استراتيجيا في التعليم، لذا قدمت وتقدم الجامعة منجزات لا تحصى ضمن هذا الجانب، سعيا في تحقيق الإصلاحات التعليمية، وآخر هذه المنجزات ما جاء به مركز التطوير والتعليم المستمر في رئاسة جامعة بغداد وهو ما أتحفت المراكز العلمية بإصدار جديد للدكتور صفد حسام الساموك والذي جاء بدراسة بحثية أكاديمية في تحديد الإستراتيجيات الإعلامية الفاعلة لتسويق الإصلاح التعليمي والتي تعدّ أهم بواعث نجاح الإصلاح، وهو الإصدار الذي يعدّ الكتاب الأول عن دور الإعلام في إصلاح التعليم العالي تصدره جامعة بغداد، وقد جاءت هذه المنجزات بعد أن أوكلت وزارة التعليم العالي العراقية مسؤولية التطوير وإصلاح التعليم العالي إلى جامعة بغداد بصفتها الجامعة الأم والتي تشكل 42 % من مجموع التعليم العالي في العراق، وقد تجسّد ذلك عندما زار الأستاذ علي الأديب جامعة بغداد وحضر مجلس الجامعة شخصيا ليصرح بأنّ جامعة بغداد تمثل الأمل الكبير في تطوير التعليم وإصلاحه، حيث ركّز الوزير مع الأستاذ الدكتور موسى الموسوي رئيس جامعة بغداد على تجاوز كل عقبات الماضي الذي خلّف تراجعا كبيرا في التعليم اثر الظروف السياسية القاسية التي كبلت التعليم: من حصار وحروب واحتلال وإخفاقات لا حصر لذكرها، وقد آن الأوان للانطلاق بتعليم عال مواكب لمستويات التعليم المتقدمة في الجامعات العالمية، وكان قد أكد حينها رئيس جامعة بغداد على أنّ الجامعة ماضية في الإصلاحات العلمية منذ سنوات ضمن هذا المسار العلمي ليكون التعليم العالي في العراق متفوقا أو موازيا للتعليم العالي المتقدم بدول الشرق الأوسط أو أوربا والعالم، لذا وضمن توجهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بإصلاح نظام التعليم العالي في العراق على وفق المتطلبات العلمية والتعليمية الجديدة، والتحولات الديمقراطية التي يعيش فيها، وتحسين صورة قطاع هذا التعليم، صدر عن جامعة بغداد أوّل كتاب عن التفاعلية الإعلامية وإصلاح التعليم العالي الذي حمل تسمية التفاعلية الاتصالية وتسويق جهود إصلاح التعليم/ نماذج نظرية وتطبيقية مقترحة”، من تأليف الدكتور صفد حسام الساموك، الباحث والأكاديمي المتخصص في التفاعلية الإعلامية في مركز جامعة بغداد.

    الكتاب الذي صدر عن مركز التطوير والتعليم المستمر في الجامعة ركز على أن تحديد إستراتيجيات إعلامية فاعلة لتسويق الإصلاح التعليمي يكون أحد أهم بواعث نجاح هذا الإصلاح، فهي لا تقل أهمية عن الاستراتيجيات التفصيلية المعنية بهذا النمط في المجالات العلمية والبحثية والتدريبية والإدارية والفنية والمالية.. وغيرها، بل أن الإستراتيجية الإعلامية يمكن لها أن تمثّل المحتوى العام لتلك الاستراتيجيات المختصّة بالمضمار التعليمي والبحثي بشكلها الإجمالي، ويمكن أن تصل بها إلى مديات أكثر عمقاً، مما لو كان الإعلام بعيداً عنها.

    وقد انطلق الكتاب من افتراض مصاحبة جهود الإصلاح – من حيث المبدأ- وجود عملية مواجهة مستمرة مع البقايا الراسخة من النُظم التقليدية التي أحدثت الخلل أو الفساد، أو كانت سبباً في بقاء وجوده في المجالات جميعها المراد إحداث الإصلاح فيها، وهي تستدعي – واقعا – الولوج بعمليات نفسية وإجرائية تستهدف أفراد المجتمع.. ومثل هكذا عمليات نفسية وإجرائية يمكن أن يهيئ لها الإعلام، لتسهيل التغيير المطلوب نظراً لتزايد وسائل الإعلام وانتشارها ، ولاسيّما بعد أن صارت مشاركة المتلقي العادي في العملية الإعلامية مُيسّرة بفضل شيوع ظاهرة الاندماج التي تشير إلى الاستعمال الشامل للرقمية في الوسائل والتقنيات الاتصالية كافة، مما سمح بتشبيك تلك الوسائل التي كانت تعمل بشكل منفصل.

    ويشير الكتاب الجديد الذي جاء ضمن سلسلة ثقافة جامعية إلى أن تلك الظروف التي هيأت شيوع التفاعلية الاتصالية دفعت إلى إنتاج مضامين إعلامية جديدة تقوم على مبدأ إحداث فضاءات للحوار والنقاش وإبداء الرأي، من منطلق أن للمتلقي حقّ الكلام في المسائل التي تتعلق بمجتمعه جميعها، وهو المنطلق الذي يمكن التأسيس عليه لتعزيز جهود الإصلاح المختلفة، ومنه الإصلاح المُراد إحداثه في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وتحفيز قواعد إسناد تلك الجهود ودفعها، أو تقبلها في أقل تقدير، وعدم التصدي لها أو عرقلة تنفيذها تمسكاً بالنهج التقليدي السائد.

    وتفيد أطروحات المؤلف في كتابه الجديد: (التفاعلية الاتصالية وتسويق جهود إصلاح التعليم/ نماذج نظرية وتطبيقية مقترحة)، بأنّ البنى الاجتماعية والمؤسسية والتعليمية التقليدية المختلفة التي اعتادت المجتمعات – ولاسيّما العربية منها – الحراك بموجبها لعقود ستظل مؤثرة في أنماط سلوك أفراده طويلة، لما أفرزته من (قبول تلقائي) للسلوك الذي انتهجته تلك البنى، والذي كان نتاج التعوّد على العمل المستمر بموجبه، وعدم تلقي بدائل تقدّم لإصلاح ذلك السلوك أو تعديله أو تغييره.. وهو ما يمكن أن تُسهم في معالجته وسائل الإعلام، عن طريق بثّ الحراك في دواعي إيجاد بدائل التطوير، وإصلاح النهج التقليدي السائد، بوصفها أدوات فاعلة في بناء قضايا مهمة لدى هؤلاء الأفراد (الجمهور)، لكونها تقوم بتجهيز قضايا معينة للمناقشة، إذ غالباً ما نجد الناس يتحدثون بانسجام مع الخطوط التي ترسمها هذه الوسائل.

    ويجد الكتاب تلك الدواع كان فيها ما يكفي من المبررات للتنويه بدور الإعلام في إسناد جهود إصلاح قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، بالتأسيس على محورين رئيسين يتحددان في:

 

أ‌- إنّ فكرة واقعية الإصلاح -بحد ذاتها- هي بأمس الحاجة إلى قنوات وأدوات التسويق، على المستوى الاجتماعي العام، أكثر من كونها معنية أو محددة فقط بالنخب والصفوات، بعدّها (فكرة مُستحدثة) من جانبي التخطيط والتنفيذ في المجتمع العراقي المعاصر، للإسهام في إيجاد قواعد القبول والدفع والإسناد، على المستويات الرسمية والشعبية جميعها.

ب‌-إن وضع النظرية محل التطبيق، يستلزم مساحة قوية لاحتوائها ومن ثمّ توافر مقومات استمرار تنفيذها، ومثل تلك المساحة لا يمكن لها أن تكون من غير قناعة الأجزاء المكونة لها –أولاً- بأهمية مفردات النظرية المطروحة، وبايجابية عوائدها على الواقع الملموس.

    وفيما يتعلق بأهمية الإعلام في المحور الأول.. يبدو أن ثمّة اتفاق بين الباحثين على أهمية وسائل الإعلام والاتصال بشكل عام كأحد مكونات عمليات التسويق على أنماطها جميعها، إذ تشير معظم الدراسات المعاصرة إلى أن تلك الوسائل باتت تمثل المصدر الرئيس للمعلومات المعاصرة المختلفة، وأنها تقدم للأفراد المهارات التي تمكنهم من التعامل مع هذه المعلومات، “فلم يعد دور هذه الوسائل يتوقف على تقديم القضايا التي يفكر حولها الأفراد What to thing about ، وإنما تقدم لهم الطرق والأساليب التي تعلمهم كيفية التفكير حول هذه القضايا How to thing about “، ولذلك تُعدّ وسائل الإعلام من القنوات الأساسية التي تتم من خلالها حملات التسويق، ومن بينها حملات التسويق الاجتماعي.

    وبالنسبة للمحور الآخر.. فلا شك بأنّ عمليات الإصلاح التعليمي في العراق تستوجب بلوغ تعديلات سلوكية معينة، تكون في الغالب غاية لاتصال إقناعي يستلزم الاستعانة بالقدرات الإقناعيه لوسائل الإعلام، من منطلق مفاده: إنّ من المؤكّد أنّ الإقناع ليس عملية قهر أو إجبار مباشر، حيث لا يحدث الإقناع بمجرد إصدار قوانين أو تبني آليات بعينها، وإنما يتمّ من خلال عدة جهود متتالية تستهدف استمالة العقل والعاطفة أو احدهما لدى الأفراد المستهدفين بطريقة غير مباشرة – في أغلب الأحيان- وهذا يعني أنّ الإقناع ليس فعلاً ميكانيكياً، إذ انه يتطلب التخطيط المسبق والوقت والجهد للتغلب على العوائق كافة التي تقف في سبيل تحقيق أهداف العملية الإقناعيه.

    وهو الأمر الذي وفّر دافعاً للكاتب لتثبيت رؤى ومقترحات ضمن محاور مختلفة، أهتم الأول بشرح نظري لعلاقة الإعلام بالإصلاح التعليمي، واقترحت الثلاثة الأخريات نماذج تطبيقية تُعنى بتحسين صورة قطاع التعليم العالي العراقي محلياً ودولياً، كي تأخذ جهود الإصلاح الموضوعة من المختصين به مدياتها الصحيحة، وتُسهم في تنظيم خطواتها والرقابة عليها في آن واحد، مع ضرورة أن يكون للإعلام الجامعي الدور الأكثر فاعلية ووضوحاً في هذا المضمار، عقب أن تقدم بتعريفاته النظرية والإجرائية لعدد من المصطلحات والمفاهيم التي تم تناولها في هذا الكتاب، وكانت رئاسة جامعة بغداد قد أصدرت مجموعة من الكتب والإصدارات الهامة في مجال الجامعات والإصلاحات الجامعية أو في التعليم العالي، وقد أشرف الأستاذ الدكتور رياض عزيز هادي المساعد العلمي لرئيس جامعة بغداد على مجموعة كبيرة من هذه الإصدارات في العديد من المراكز البحثية التابعة إلى رئاسة جامعة بغداد، وكان موقعنا الالكتروني قد قام بنشر بعض هذه الإصدارات، ويمكن للمتصفح الآن أن يطلع أو يحتفظ بنسخ من هذه الإصدارات العديدة عبر الرابط  http://www.uobaghdad.com/PageViewer.aspx?id=43

 أو عبر كيان إصدارات جامعية في موقعنا الالكتروني الذي يشمل الإصدارات الهامة ككتاب أخلاقيات مهنة التعليم الجامعي أو كتاب “الجامعات” للأستاذ الدكتور رياض عزيز هادي، أو سائر الإصدارات الأخرى التي يمكن أن تكون مراجع عالمية في مجال التعليم العالي.

 

 

Comments are disabled.