“ثورة الفيس بوك” في مركز إحياء التراث العلمي العربي

“ثورة الفيس بوك” في مركز إحياء التراث العلمي العربي

     في واحدة من المحاضرات العلمية المثيرة والمهمة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا على المستوى العربي قدم الأستاذ الدكتور خليل الزركاني رئيس مركز إحياء التراث العلمي العربي في جامعة بغداد محاضرة علمية بعنوان “ثورة الفيس بوك” حيث بدا الأستاذ الدكتور خليل محاضرته بمقدمة عن دور التقنيـات في تحـرّك التأريـخ ، فمن وجهة نظر أتباع هذا التيار أن تقنيات الحاسوب والطباعة والتلفاز غيرت وجه المجتمعات والثقافات وأفرزت العديد من الظواهر الاجتماعية المحركة والفاعلة ولعلّ التظاهرات الثورية في مصر وتونس واحدة من هذه الظواهر التي أحدثتها تقنيات الاتصالات التكنولوجية الحديثة كـ(الفيس بوك) والمواقع الأخرى على الشبكة العنكبوتية التي خرقت ستار الدول والبيوت بقواها الناعمة.

     ويؤكد الدكتور خليل على إن مواقع التواصل الاجتماعي قد لعبت دورا كبيرا على مدار الخمس سنوات الأخيرة لتوصيل مشكلات الناس لأولي الأمر بكل بلد و لكنهم استهانوا بها وقد أخذت أوجه عدة حتى وصلت إلى الوجه الأخير وهو حق التظاهر لتوصيل مأساة الشعوب بشكل اكبر وعلية استطاع المعارضين الكبار استغلال هذه الفرصة فنزول لميدان التحرير من كل الاتجاهات سواء ليبراليين او مسلمين او مسيحيين و أعطوا لحركة الشباب التظاهرية قوة مما جعلها تصل الى ما وصلت الية فى من عزل الرئيس و كثير من اعوانة ووضعهم قيد التحقيقات. ان التطور التكنولوجي أنتج شبكات إتصال مستقبلية لايفهم تداولها بتلقائية إلا الشباب, فهي أدوات عصرهم, فكان الفيسبوك من أهم هذه الأدوات التي ساعدت الشباب العربي على تفجير ثوراتهم الرائعة.

     ويضيف الدكتور خليل ان الفضاء الالكتروني الوهمي كان البديل لعدم وجود حريات على الأرض و قد احسن الشباب استخدامه للقضاء علي ممالك الشيوخ الذين التصقوا بالكراسي و مازالوا يعتقدون ان السلاح في الجمل و الحصان و السيف وشكرا لفيسبوك و الإنترنت و الكمبيوتر فقد جاءت الصفعة للمستبدين من حيث لم يحتسبوا بعد أن ظنوا أنهم أغلقوا كل أبواب السجون و المعتقلات علينا و اننا سنورث عبيدا لأبنائهم.

  الفيس بوك منح التثوير انتشارا أسرع لآن المجال به يسمح بتنسيق الجهد والتوقيتات وإدارة الحشود والمعرفة بالوقائع تباعا , النظم العربية تعتمد فى قمعيتها على جهاز امن الدوله الذى يستخدم حشود من المخبرين لتتبع التجمعات ثم التدخل الأمني بسحابة غاز وترويع المتجمعين , لكن الفيس بوك جعل التجمعات غير مرئية ولا مقصوفة وتحتاج وقت لمعرفة أماكنهم لاعتقالهم , التثوير يتفاعل أسرع من الإجراءات لهذا فالفيس بوك قضى على النظرية الأمنية ووفر تحشيدا منهجيا , لم يصنع الثورات لكنه وفر تجمعا للثوار كمعسكر أليكترونى.

 الانترنت بصفه عامه كان له دور فعال في الاحتجاجات مثلا تضع إعلان على الفيس بوك كثيرا من الناس تراه بعكس مجموعه تقوم بمظاهره لا احد يعرف من هم وماذا تريد وتستطيع الدولة تقول عنهم اي شئ ولا يستطيعوا الدفاع الفيس بوك كان ومازال وسيله فعاله في الاحتجاجات التي أشعلها الفساد والبطالة فقد ساعد  على معرفه الناس من هم المحتجين وأهدافهم الاعلام التقليدي إذا أراد الحياة عليه مواكبه الشباب بالمصارحة والصدق اعتقد الدول أصبحت لا تستطيع تغييب المواطن بعد ألان.

     وقد قام الدكتور خليل بعرض المحاضرة وفق نظام البور بوينت كما عرض أفلام وثائقية عن الفيس بوك وتأسيسه وثورات مصر وتونس والبحرين والمادة الفلمية هي أكثر من المادة الأكاديمية والبحثية ، هذا وقد حضر المحاضرة الأستاذ الدكتور رياض عزيز هادي المساعد العلمي لرئيس جامعة بغداد وعدد من الأساتذة في الجامعة الذين اثنوا على المحاضرة.

     والأستاذ الدكتور خليل حسن الزركاني ، الحاصل على شهادتي دكتوراه الأولى في التاريخ الإسلامي من الجامعة المستنصرية والثانية في التراث الفكري في معهد التاريخ العربي وحصل أيضا على شهادة ما بعد الدكتوراه (Post doctorate ) من مركز إحياء التراث العلمي العربي وله العديد من الأعمال الإبداعية والانجازات منها 10 كتب في مجال العمارة والمدن الإسلامية والتاريخ الإسلامي و 66 بحثا علميا منشورا في مجلات داخل وخارج العراق ، وله اهتمام كبير منذ 2003 بالمعلوماتية حيث اصدر كتابا بعنوان “التعليم الالكتروني ودوره في تطوير التعليم العالي” واشرف على 115 طالبا للدراسات العليا.