Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 26/10/2011

علاقات أكاديمية متطورة مع جامعة فارونيش

    يوم بعد يوم تتكرس حقيقة أكاديمية واضحة للعيان بأن جامعة بغداد قد انطلقت نحو الارتقاء العلمي في المجالات كافة، ضمن مسيرتها الإنسانية رسمتها في رفع اسم العراق عاليا، لتعيد سمعتها الطيبة مع مطاف الجامعات العالمية المرموقة، وذلك من خلال النهوض الفكري الذي تتميز به، وحرصا من الجامعة وضمن منهجها العلمي على أن تقدم الفرص العلمية للطلبة والتدريسيين، وأن تهيئ المناخ الأكاديمي الرصين الذي من شانه أن يرقى بالواقع التعليمي في العراق، تقدم الجامعة وفرة من المنجزات الثقافية والفكرية لصالح التعليم عبر خطواتها الواثقة، في تجسيد الرؤى الخلاقة إلى واقع بناء، لذا فان الجامعة لن تتهاون بأن تحقق كل المكاسب العلمية للباحثين والأساتذة، فتقوم بجملة من المبادرات العلمية الهامة، لتحقق اكبر المكاسب العلمية، وبذات الوقت تعزز ثقة الطلبة والأساتذة بجامعة بغداد، حيث تعمل بكل تفاني ومسؤولية من أجل تحقيق هذه المكاسب، وتحرص بأن تجعل من الجامعة مركز إشعاع نور وبالمجالات كافة في الحياة، خدمة للمجتمع العراقي، ففي إطار التعاون العلمي والثقافي المشترك زار جامعة بغداد وفد أكاديمي يمثل جامعة فارونيش الروسية الكبيرة مع ممثل وكالة إنباء ايتار تاس الروسية، وذلك لتطوير العلاقات الثقافية والعلمية، واستثمرت جامعة بغداد انعقاد مجلسها لتستضيف في المجلس الوفد الروسي، حيث عقد المجلس برئاسة الأستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس الجامعة والذي استقبل ورحب بالوفد الضيف، مستهلا في استعراض تاريخ الجامعة ضمن ومضات وضاءة في سفر العملية التعليمية للعراق الذي يتجسد في انطلاق جامعة بغداد وكلياتها ومعاهدها العلمية، وكما قام الأستاذ موسى الموسوي بتقديم شرح لطبيعة وواقع الكليات العلمية وفق مجمعات الجامعة العلمية، مستعرضا مباني ومنشات الجامعة عبر نوافذ الجامعة في برج الجادرية، بعد لك قام الوفد الروسي بتقديم نبذة عن واقع التعليم بجامعة فارونيش واستعرض المكانة العلمية التي تتمتع بها الجامعة على مستوى روسيا وأوربا، والتقدم الذي حققته الجامعة في مسيرتها العلمية.

  ولتوطيد العلاقة ما بين الجامعة فارونيش وجامعة بغداد، قلد الوفد الروسي الأستاذ الدكتور موسى الموسوي اعلي وارفع وسام ثقافي روسي يمثل رمز التعاون المشترك بين البلدين، وهو وسام اتحاد الأدباء والكتاب والذي لا يتم تقليده إلا للشخصيات المهمة التي تسهم في تعزيز التعاون الثقافي والعلمي المشترك لدولة روسيا مع دول العالم، وبالمقابل أهدى الدكتور موسى الموسوي مجموعة من الهدايا الرمزية للوفد الضيف، وذلك تثمينا للزيارة التي قام بها الوفد الروسي، بغية تعزيز دور العلاقات مع الجامعات العالمية المتقدمة، وكذلك قدم الوفد الروسي كتاب شعري للكاتب الروسي الكبير شولاكوف، هدية للجامعة تقديرا وتثمينا للمبادرات الثقافية المتبادلة، وكما شكر الوفد الروسي رئيس وأعضاء مجلس جامعة بغداد، مشيدا بالمنجزات الكبيرة التي سعت وتسعى إلى تحقيقها جامعة بغداد والتقدم العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي للجامعة ومؤسساتها التعليمية.

   حضر مراسيم الاستقبال للوفد الروسي الدكتور طعمه مطير حسين المستشار الثقافي في سفارتنا العراقية بدولة روسيا، الذي بين مدى التطور والتقدم الذي تشهده الجامعات الروسية ومدى حجم التعاون الذي تسعى له الجامعات في توطيد أواصر التقدم والتطور مع الجامعات المتقدمة، وأعرب عن سعادته الغامرة في تطوير هذه العلاقات الثقافية التي تشكل محور أساس في التلاقح العلمي، والذي يعود بجملة من المكاسب الأكاديمية للجانبين، وقد بادر المستشار الثقافي في تقديم مجموعة من الزمالات العلمية الدراسية في اختصاصات مختلفة لطلبة جامعة بغداد لغرض إكمال الدراسة في روسيا، كذلك قدم الدكتور طعمه مطير حسين دعوات لأعضاء مجلس جامعة بغداد في زيارة روسيا، والمشاركة في مؤتمر خاص عن البيئة.

  بعد لقاء الوفد الروسي بمجلس جامعة بغداد، أوعز الدكتور موسى الموسوي بإقامة جولة ميدانية للوفد الروسي في كليات ومعاهد ومراكز الجامعة العلمية، حيث زار الوفد كلية التربية للبنات، وكان في استقبال الوفد الضيف الأستاذ الدكتور عامر محمد علي عميد الكلية وتجول الوفد الروسي في أقسام الكلية العلمية، بعد ذلك زار الوفد الروضة والحضانة التطبيقية في الكلية، وقام الوفد الضيف بافتتاح معرض الذاكرة العراقية الذي يوثق تاريخ تأسيس الكلية ونشاطاتها منذ التأسيس حتى يومنا هذا.

   بعد ذلك قام الوفد الروسي بنصب تمثال الأديب الروسي الكبير الكسندر سيرغيفج بوشكن شاعر روسيا الأكبر وفنانها الأروع، وذلك في كلية اللغات، كهدية شكر لجامعة بغداد، وقد حضر المناسبة الأستاذ الدكتور رياض عزيز هادي المساعد العلمي لرئيس الجامعة، وعميد كلية اللغات مع مجموعة من طلبة الكلية وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وكانت جامعة بغداد قد بادرت في نصب تمثال في جامعة فارونيش الروسية للرحالة العربي احمد بن فضلان، العالم الإسلامي الذي زار روسيا برسالة إلى ملك الصقالبة، والذي وصل إلى البلغار يوم 12 مايو 922 الموافق 12 محرم 310 هـ.

   وتعبيرا عن المبادرة التي قامت بها جامعة بغداد، بادرت جامعة فارونيش في نصب تمثال بوشكين الذي يمثل رمز من رموز الأدب والشعر في روسيا، والذي تأثر بالقران الكريم وبسيرة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم، والتي انعكست على معظم كتاباته، حيث يستهل بوشكين قصيدة “الرسول” بمقطعين يلقيان الضوء في عجالة على ظروف الرسول قبل تلقي الوحي مباشرة، إن الرسول المنتظر تميزه روح غنية “يضنيها” التأمل في الكون والبحث عن حقيقة الوجود، ومن ثم تجنح روحه المتأملة إلى العزلة في الصحراء يؤرقها البحث عن إجابات شافية لأرق الفكر، فيقول بوشكن في شعره بحق الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام واله:

يضنينا عطش الروح،

وفي الصحراء الموحشة كنا نتمدد،

بعدها يرسل بوشكين صورة شعرية لظهور جبريل عليه السلام على الرسول:

فظهر لنا في مفترق الطريق،

سارا فيم ذو الأجنحة الستة

وبأصابع خفيفة مثلما في حلم

لمس قرة عيني:

فانفرجت مقلتاي النبويتان،

كأنهما عين نسر مذعور.

وكان الوفد الروسي قد عبر عن سعادته الغامرة بمراسم الاستقبال الحافل وكرم الضيافة الذي تتميز به الجامعة، مقدما شكره وتقديره البالغ للجامعة عن هذه الزيارة المثمرة والحفاوة الكبيرة التي لمسها من مجلس جامعة بغداد في الاستقبال، والتي تجسد مدى تعزيز التعاون العلمي والثقافي المشترك بين جامعة بغداد والجامعات الروسية.




Comments are disabled.