Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 01/11/2011

ميزوبتيميا الهندسة

الثورة الهندسية الجبارة انطلقت من جامعة بغداد

( نهندس كل شي في الوطن ونبنيه)

   سيل من المشاريع الهندسية العملاقة وجهود بلا حدود، نتائج ترقى لمستويات عالمية، وطموحات لبناء الوطن بأبهى رؤيا عصرية وحداثوية، هنا في كلية الهندسة سيرى من لا يرى وسيسمع من به صمم، ليتأكد العالم من جديد أن ميزوبتيميا جديدة تنطلق من جامعة بغداد في كلية الهندسة، فالمشاريع في كل مكان والإعمار في كلّ بقعة من الوطن، سيزهو ويفخر من يأتي وهو يشهد المخططات والماكيتات والخرائط جاهزة للتنفيذ، وسيفرح من يشاهد المشاريع المنجزة تفوق ما هو متوقع من بلد لا يزال الحصار والإرهاب يطوقه، العمل متواصل ليل نهار في كلية الهندسية لتلبية طلبات المجتمع العراقي، يوازيه جهد استثنائي في أعمار منشات ومباني ومختبرات الكلية، التي عانت قسوة وإهمالا سنوات الحروب والحصار والاحتلال، غرف عمليات متعددة لتطوير كل شي وأعماره ، مكاتب استشارية بمواصفات عالمية لتخطيط وتنفيذ المشاريع العملاقة.

    مع كل هذه المنجزات والمشاريع الطموحة ترى التواضع واليسر في هذه الكلية العريقة التي تأسست عام 1922 واحدة من أقدم كليات الشرق الأوسط والعالم العربي، وتتجسد هذه الرؤيا في لقاء عميد كليتها الأستاذ الدكتور قاسم دوس، الذي لمسنا تواضعه وهو يرحب بنا ويستقبلنا ويضيفنا في مكتبه الذي وجدناه غرفة عمليات هندسية لمشاريع لا تعد ولا تحصى، وبجواره زملاء الهندسة من المبدعين والخلاقين في التخطيط والتنفيذ للمشاريع المتعددة والمتنوعة، ومع زحمة العمل الذي لا ينتهي في كلية الهندسة التزم عميد الكلية بموعد المقابلة واستقبلنا بالموعد المحدد، وأوضح لنا كافة المخططات والخرائط والبيانات التي تقوم بها كلية الهندسة لبناء الوطن مع وزارات الدولة، خصوصا وان الكلية قد تفوقت كثيرا في انجاز مهامها وبحسب توجيهات مجلس الوزراء في مراجعة المهام وتنفيذها خلال مائة يوم، فالكلية تعد الأولى التي أنجزت المهام، وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال زيارته التفقدية للامتحانات النهائية وقد أبدى ارتياحه لما قدمت الكلية من منجزات، بعد ذلك قام لنا الدكتور قاسم دوس بجولة في أروقة الكلية لنطلع على نهج الدراسة وطبيعتها مع بداية العالم الدراسي، لنكتشف أن هناك أنموذجا فريدا يحتذ يه مع سائر الكليات المرموقة عالميا، فالتزام الطلاب ومواظبتهم قل نظيره مقارنة مع سائر الكليات، حيث الزي الموحد والقاعات النموذجية، والمختبرات العامرة، وبرادات المياه وتكييف الهواء للصالات الدراسية، لنشعر من جديد وكأننا في حضارة جديدة تستحق أن نطلق عليها ميزوبتيميا الهندسة العراقية الجديدة، ولتسليط الضوء على هذه المنجزات الكبيرة والواسعة كان لنا جولة في كلية الهندسة ولقاء مع عميد الكلية الأستاذ الدكتور قاسم دوس، والذي بين في بادئ قوله لنا، أننا نسير وفق رؤيا شمولية مع الجامعة ومع زملائه الأساتذة في الكلية، ضمن منظومة كبيرة لتطوير وإصلاح الكلية التي كثيرا ما تعرضت إلى حقب مأساوية عديدة بحكم الأوضاع السياسية المتردية السابقة، إلا أننا عملنا ولا زلنا نعمل، لنرسم التفوق وترجمته إلى واقع، عبر دراسات قل نظيرها في العالم، كون أن ما تعرضنا له لم تتعرض له أي دولة من دول العالم، من هنا كان علينا أن ننظر برؤيا ذات خصوصية وواقع الأوضاع التي نعيشها، وبفضل الله وجهود زملائي الأساتذة المخلصين تمكنا من أن نقطع أشوطا ونحقق وفرة من المكتسبات لكليتنا العريقة ولوطننا الغالي، حيث وضعنا مجموعة من الخطط التطويرية والخلاقة في ذات الوقت، لعلميات الإصلاح والتطوير، وأقمنا ورش عمل متوالية لكل خطة رسمناها، والحمد لله تمكنا من أن ننفذ اغلب الخطط التي رسمناها وبوقت قياسي، والواقع أن المهام التي تسلمتها في عمادة الكلية حفزتني لأن أحقق وبشكل أفضل وأسرع ما كنت قد رسمته قبل سنوات وأنا بمنصب معاون للعميد، حيث سعيت ومنذ سنوات لرسم الخطط في أن تحتل كليتنا المراتب التي تليق بها مع سائر كليات العالم الرصينة، لأني على يقن أن قدراتنا الإبداعية لا تقل شأنا من الكليات العلمية الرصينة، وبالتعاون مع العميد السابق الدكتور رافع السهيلي الذي عمل أيضا على تطوير الكلية وأسهم في دعمي لتنفيذ الأفكار التي قد رسمتها في أعمارها، والحمد لله تبلورت الأفكار وترجمت إلى واقع عبر مجموعة من التدابير التي اتخذناها لنحقق وفرة من الإصلاحات، ولعل من أهم تلك الإصلاحات ما أنجز في وقت قياسي ولأول مرة في تاريخ الهندسة هو إصلاح محطة مختبر “stability of power system ” وعادته للعمل بعد أن توقف عن العمل منذ ستة وعشرون عام، حيث شهد هذا العام تدريبات وتطبيقات الطلبة عليه وبكفاءة جيدة، لتكون محاضرات الطلبة ذات طابع تطبيقي وعملي في المختبرات النموذجية، كذلك نفتخر بأننا تمكنا من أن نعيد إصلاح محطة “synchronization ” توافق الأطوار خلال إنتاج الطاقة الكهربائية، والذي تعطل منذ عقود، وأيضا قمنا بإصلاح وتشغيل مختبرات الـ”microwaves ” ومختبرات الـ “protections ” الحماية، أيضا وفرنا للطلبة أجهزة ومعدات خاصة بالتطبيق العملي، فقد استوردنا 25 جهاز “GC ” ومن أفضل المناشيء العالمية خدمة لقسم البيئة الكيماوية، وكذلك وفرنا أجهزة “fan VG meter ” وأجهزة التطابقية وهي أجهزة مخصصة لقياس السوائل في قسم النفط، تعتمد في تدريب الطلبة على حفر الآبار النفطية والغازية، ناهيك عن تأهيل كافة القاعات الدراسية والمعدات التعليمة وتطوير الإنارة والتكييف المركزي لكافة القاعات الدراسية كي ينعم الطالب بجو مثالي للدراسة، وأيضا توسعنا في توفير المناخ العلمي للطالب وانتقلنا إلى توفير الملاعب الرياضية والتجهيزات الرياضية وكذلك تطوير وتأهيل مرسم خاص بالطلبة مع قاعة للنشاطات الفنية لكي يتمتع الطالب بأجواء نموذجيه تحفزه على الإبداع والفكر الإنساني الخلاق،  والواقع أن ما يسرنا بهذا الأمر أن الطالب قد انتقل إلى حال جديد بان يطالب الكلية بتوفير المعدات والأجهزة ألمختبريه كي يتعلم ويتدرب، وذلك بعد سقوط النظام الذي تحول الطالب فيه شخصا بناء في المجتمع من خلال اختلاطه بالعمل والسوق وهو ما كشف للطالب من الحاجة الماسة للتعلم والتدريب على التقنيات الحديثة التي تواكب ما هو معمول به في السوق، وهو الأمر الذي لمسناه نحن كمهندسين وكاستشاريين في خدمة المجتمع.


خدمة المجتمع من أوليات عملنا في كلية الهندسة، فما قيمة الخريجين أن لم يلبوا حاجة المجتمع والسوق المحلية، هدفنا الأساس هو تلبية احتياجات ومتطلبات مجتمعنا العراقي.

   من هنا عزمنا على أن تكون التخصصات العلمية والمشاريع في مصلحة المجتمع، حيث استحدثنا بعض الأقسام والفروع العلمية ودمجنا بعضها كي تكون ملائمة واحتياجات المجتمع، وعلى سبيل المثال، أن الوضع إبان الحصار الاقتصادي قد شهد انتكاسات كبيرة جدا في واقع التعليم، منها في اختصاص هندسة الطيران، وبعد سقوط النظام ونتيجة للحاجة الملحة من الطيران المدني العراقي، استحدثنا فرع الطيران في قسم الهندسة الميكانيكية، وكذلك هو الحال مع قسم الطاقة، حيث أن زيادة الحاجة الى الطاقات المتجددة، قادنا إلى أن نحول قسم الطاقة النووية إلى قسم هندسة الطاقة، وقمنا بتهيئة المعدات والأجهزة ألمختبريه كافة للقسم لكي يخرج أجيالا تلبي متطلبات المجتمع، وأيضا هو الحال مع قسم هندسة النفط، الذي تزايد الطلب عليه بعد أن فاتحتنا وزارة النفط في حاجتها للاختصاصات النفطية بعد تطور الواقع النفطي وتوسع العمل في مجال النفط والغاز، ما أدى إلى أن نفتح آفاقا واسعة في قسم هندسة النفط، والواقع أن كليتنا متابعة وباستمرار متطلبات السوق وخدمة المجتمع، بل أنها متواصلة في العمل دوما، حيث قمنا بتلبية المزيد من متطلبات المجتمع عبر عملنا الهندسي المتنوع والمتعدد في الاختصاصات، فقد صممنا ونفذنا مئات المشاريع الهندسية مع كبرى المؤسسات الحكومية خدمة للمجتمع، ولدينا المزيد من المشاريع العملاقة، تقوم مكاتبنا الاستشارية في تنفيذها لصالح وزارة الأعمار والإسكان ولصالح محافظة بغداد ولوزارة البلديات، ولديننا كم هائل من المشاريع المنجزة التي لاقت استحسان المواطن أو المجتمع العراقي، والحمد لله نالت خبراتنا وخبرات طلبتنا من الخريجين استحسان سائر المؤسسات والشركات التي نتعامل بها، كما أن اغلب البحوث العلمية التي يقوم بها الباحثون في كليتنا إنما تصب في مجالات عدة أهمها خدمة المجتمع، وما تتماشى مع التطورات العلمية الهائلة في العالم لتواكب آخر التحديثات والتقنيات الجديدة.

      وعن مستويات الطلبة والخريجين من كلية الهندسة، أشار الدكتور قاسم دوس إلى أنّ خريجي كليتنا، كانوا ولا يزالون في الصدارة بالمقارنة مع أقرانهم في دول الشرق الأوسط أو العالم العربي، والدليل على ذلك أن شركات عالمية طلبت مقابلة خريجي العديد من الجامعات في اختصاصا الهندسة واختبارهم ، وكانت النتائج تفوق طلبتنا على اغلب خريجي الكليات والجامعات الهندسية، وهو ما يؤشر إلى أن الخريج يتمتع بمهارات وإبداعات هندسية، والفضل يعود إلى حرص الأساتذة  في الكلية وحرص الجامعة في تيسير كل الإمكانيات لتخريج دفعات ناجحة من كليتنا العريقة، كذلك أن خريجي كليتنا قد نالوا مراكز هامة في برنامج فولبرايت حيث حصلت كليتنا على ثلاث مقاعد من مجموع عشرة مقاعد موزعة على العراق عامة، وهذا مؤشر هام لمستوى كليتنا المتقدم، إلى أن كليتنا تنال الصدارة دوما عبر الخريجين الذين يتفوقون على اغلب أقرانهم سواء في العراق أو خارج العراق، كما أن لدينا خططا لتدريب الطلبة والخريجين لاستكمال دراساتهم العليا، حيث قمنا بمراجعة شاملة لمتطلبات العصر والحاجة الفعلية واتخذنا القرارات الموائمة وحاجة المجتمع على وفق الاختصاصات العلمية، حيث بدأنا خطوة الألف ميل بالحصول على الاعتمادية ABET “وبذلنا جهدا استثنائيا لتحقق الانجازات في الاختصاصات العلمية والإحصاءات الدقيقة لعدد التدريسيين والمراتب العلمية، واتخذنا قرارا في تقليص دراسات الدكتوراه وتوسيع دراسات الماجستير، لإكمال الدكتوراه في العراق أو خارجه، وذلك اهتماما منا بالطلبة الخريجين.

  وبهذا الصدد أيضا قمنا بحملة هائلة لتنظيم ملفات الخريجين وعرضها على الموقع الالكتروني ولسنوات قديمة، بعد أن تهرأت مخازن الملفات والأضابير، حيث قمنا بترميم المخزن كاملا وتطويره ونصب منظومات تكييف وإنارة مع أثاث حديث، ومن ثم قمنا ببرمجة الوثائق كافة على برامج حاسوبية لحفظها ولسهولة الرجوع لها، وبطرق “
Digital ” حيث بالإمكان الآن للطلبة الخريجين ومن سنوات ماضية الرجوع للمواقع الالكترونية ومتابعة ما يحتاجوه، وبالواقع قمنا بحملة كبيرة لتطوير الموقع الالكتروني لكي يكون في المقدمة، والحمد لله نال تقييم موقعنا الأول على جامعة بغداد، وذلك بعد الجهود والمتابعة المستمرة من التدريسيين والعاملين في الموقع، حيث استعنّا بأكفأ التدريسيين في هذا المجال لتطوير الموقع منهم: التدريسي عمار عبد الحسن  والتدريسي محمد فالح والتدريسي محمد محي والسيدة فرح عماد وذلك لمتابعة العمل في الموقع وإدارته التي تحتاج جهود كبيرة، حيث قمنا بمراجعة تامة للموقع وقمنا بورش عمل من اجل الموقع الالكتروني، يقينا منا بان الموقع الالكتروني إنما واجهة الكلية وسمعتها خصوصا في خضم الثورة الالكترونية الهائلة، والحمد لله نال الموقع مكانة الصدارة.

   نعمل الآن على تشجيع الأساتذة في تطوير بحوثهم العلمية عبر التدريب في الجامعات العلمية الرصينة، حيث أوفدنا أعدادا من التدريسيين والطلبة إلى بريطانيا وأمريكا وكندا للتدريب والتطوير ونعمل الآن على تطوير بحوثهم ونشرها بأفضل وأرقى المجلات العالمية، لاسيما وان لدينا خير الأساتذة على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي ممن تنشر بحوثهم بالمجلات العالمية ذات الانتشار الواسع “Impact factor “.

   لدينا الآن خطة لأعمار مدينة بغداد بالكامل، حيث قسمنا العاصمة إلى ثمانية قطاعات، ووزعنا المشاريع على طلبة المراحل المنتهية لتكون تحت إشراف الأساتذة من الخبراء والمهندسين الأكفاء، حيث تم  تقسيم خبرائنا كل حسب اختصاصه على كافة المشاريع لوضع صورة حداثوية عصرية لمدينة عملاقة ذات حضارة تاريخية، والآن العمل جار على قدم وساقـ، حيث أنجزنا العديد من المشاريع ولدينا أيضا الكثير من العمل، كي ننجزه، ولدينا الآن اتفاقيات لتحضير برامج حاسوبية مع قسم هندسة الحاسبات، لتصميم برامج خاصة بمفوضية الانتخابات، حيث قمنا بتصميم العديد من النماذج لهذه البرامج التي تعمل على إحصاءات الانتخابات، وهذه البرامج محكمة بشكل تام للسيطرة عليها، وبخبرات عراقية 100 %، وذلك بعد أن قامت المفوضية بجلب خبرات أجنبية من خارج العراق لهذه البرامج، والتي تعثرت مع سير الانتخابات الماضية كما تم مناقشتها في مجلس النواب، هنا أود أن أشير الى أن الأعمال التي نقوم بها لا تنتهي، وأننا بصدد أن ننجز مهام كبرى كانت في السابق تناط لشركات أجنبية، وسنعمل بكل ما نملك لكي نرى الوطن شامخا، والحمد لله لدينا كل الإمكانيات لنبني الوطن بسواعدنا وخبراتنا وطلبتنا وتدريسيينا، وهو ما يشهده لنا العالم، وهنا أؤكد أن خبراتنا وبشهادة خبراء من دول متقدمة كدولة اليابان التي قدمت لنا دعوات عديدة للمساهمة معنا في مشاريع مشتركة، أؤكد أن المستقبل زاهر بإذن الله وان كليتنا ستشهد محافل عالمية قريبة، خصوصا وأننا مقدمين لمعرض كبير لدولة اليابان، وكذلك لمؤتمرات ذات مستوى عالمي.

       وبعد أن أجرينا اللقاء انتقلنا إلى معارض الطلبة في الكلية لنجد كما هائل من المشاريع المعدّة للتنفيذ، وكأنها مشاريع لعاصمة جديدة، عاصمة الميزوبيتميا الجديدة ميزوبتيميا الهندسة العراقية.



































Comments are disabled.