Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 29/10/2012

                                                                                      بغداد جامعة وعاصمة للثقافة العربية

   الجامعة منطلق للتقدّم والنهضة العمرانية، هي العبارة التي بدأ بها الدكتور علاء العلّاق مسؤول ارتباط وزارة الثقافة لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، ومدير عام دار المأمون للترجمة والنشر التابعة لوزارة الثقافة العراقية، وجامعة بغداد -الجامعة الأم- تقدم رؤيتها نحو اشراقة جديدة ووطن زاخر بالعلماء والمثقفين، لترسم صورة عصرية تناظر حجم بغداد الثقافة، وتشاطر المجتمع العراقي في بناء إنسان متمدن يواكب الركب العالمي المتقدم، لتزهو الجامعة من جديد، في بادرة طيبة للمساهمة الجدية بمشروع بغداد عاصمة الثقافة، من هنا كان الأستاذ الدكتور موسى الموسوي وفريقه العلمي، متحمسين في تقديم العطاء بكل ما تمتلك الجامعة من امكانات علمية في هذا المشروع الوطني، لتتجحفل طاقات الجامعة مع الخيرين في المجتمع العراقي لبناء الأنموذج الحقيقي لمعدن وفكر الإنسان العراقي المحتضر في ارث ممتد إلى أقدم تاريخ عرفته البشرية، فمن هنا ينطلق العراق من جديد ويؤكد تارة أخرى أن العلم والعلماء خير ما يزخر به العراق أمام العالم، لتنطلق جملة من الأفكار والرؤى الحداثوية والعصرية في جامعة بغداد، كي ترسم وتحقق المنظور الإنساني المشرق لوطننا الغالي.

   

    بعد يقين وإدراك تام من وزارة الثقافة بأنّ الجامعة هي المصدر والأساس لرقي المجتمعات في تحقيق الحضارة الإنسانية والإبداع الفكري، اتجهت الأنظار نحو جامعتنا في تقديم عطائها الفكري والإنساني في مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، وقد كانت الجامعة متأهبة وعلى  استعداد في تقديم عطائها الإنساني والخدمي للمجتمع عبر بواباتها الأكاديمية المتعددة والمتنوعة بعلومها وأفكارها الجميلة، في هذا الاجتماع الهام، لذلك فقد هيّأ رئيس الجامعة الدكتور موسى جواد الموسوي فريق عمل متكامل من خيرة أساتذة جامعة بغداد ليسهموا في تقديم الرؤيا العصرية الحداثوية، نحو بغداد عاصمة الثقافة، وقد تكون الفريق كل من المهندس عبد الكريم منير مدير مكتب رئيس الجامعة وذلك لتنفيذ وتعجيل آليات العمل والمرونة في تحقيق عمل كافة منتسبين الجامعة لصالح وزارة الثقافة وكذلك من الأستاذ الدكتور عبدالباسط سلمان رئيس تحرير الموقع الالكتروني، بغية توصيل كل الأفكار ونقلها على وفق الرؤيا الالكترونية الحديثة وتقديم مزيد من النشاطات الإعلامية في المشروع، وأيضا الأستاذ الدكتور  صدقي إسماعيل رزوقي رئيس قسم الشؤون الهندسية بالجامعة، المهندس والمخطط لجملة من المشاريع العملاقة في بغداد، وأيضا من الأستاذ الدكتور أحمد وحيدر ناصر رئيس قسم الشؤون العلمية بالجامعة، الذي قدّم جملة من النشاطات العلمية والمؤتمرات والندوات الفكرية والمنتديات الثقافية في المشروع، وكذلك تكوّن الفريق من الأستاذ المساعد الدكتور صباح العزاوي مدير العلاقات الثقافية والذي منح خبرته وتراكماته الفكرية في السلك الثقافي لهذا المشروع الهام، وكذلك كان في الفريق الدكتور خليل حسن الزركاني مدير مركز إحياء التراث العلمي العربي، والذي جمع كما هائلا من الوثائق والبيانات الهامة لهذا المشروع الوطني كي يكون ضمن المستوى والطموح، وخلال الاجتماع رحب رئيس الجامعة بالحضور وعلى رأسهم مدير عام دار المأمون مبينا استعداد الجامعة في تقديم خدماتها إلى المجتمع والى الأكاديميين خدمة للوطن، موضحا إمكانيات الجامعة وقدراتها في تحقيق جملة من المشاريع والأهداف الإنسانية، وبعد ذلك قدم الدكتور العلاق نبذة مختصرة عن طبيعة مهمته التي حضر من أجلها للجامعة لعقد اجتماع مشترك،مبينا أنّه موكل  من قبل وزارة الثقافة للتنسيق في هذا المشروع الحيوي والفعال، ومؤكدا دور الجامعة وأهميتها في الثقافة، قائلا دون الوسط الأكاديمي لا يمكن تحقيق شيء في دعم الثقافة، وكما أشار إلى وجود إمكانيات لدعم الجامعة بالإسهام في إنجاح مشروع بغداد عاصمة الثقافة، من خلال عقد المؤتمرات والندوات والمنتديات الثقافية، مع التأكيد على إقامة مؤتمر دولي، يختص بالحقب التاريخية التي مرت على العراق بدءا من العهد الملكي إلى الجمهوري الأعوام بين عام 1963 م إلى العام 1968م ومن 1968-2003م ومن ثم من العام 2003 إلى الوقت الحاضر، كما استعرض في أثناء حديثه في تقديم كشف بالمبالغ التي يتوقع صرفها خلال المؤتمرات ليتم تبويبها على المشروع الخاص ببغداد عاصمة الثقافة، ويعمم الموضوع على الكليات والتشكيلات التابعة للجامعة والمشمولة بالمشروع، لتقديم النشاطات والفعاليات وأسماء المؤتمرات والتقديرات المالية لها, وأشار إلى أن هذه النشاطات تستمر طيلة العام القادم على الرغم من تحديد المدّة بين نهاية شهر آذار وبداية شهر نيسان.
   رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور موسى الموسوي أبدى استعداد الجامعة لاحتضان أي نشاط للوزارة، سواء في أروقة الجامعة وباحاتها وصالاتها، أو في ساحات كلية التربية الرياضية وقاعات استضافة الوفود، كما أشار إلى أنه يوجد أكثر من 300  ثلاثمائة نشاط للجامعة سنويا بين ندوة ومؤتمر، وبين استعداد الجامعة بالتنسيق مع قسم الشؤون الهندسية في وضع شعار المشروع والإعلان عن النشاطات، مع الإشارة إلى أن الموروث الكبير للجامعة والموجود في مركز إحياء التراث ووثائق بغداد، يمكن أن تؤدي دورها بأحياء المشروع، كما بيّن رئيس الجامعة ضرورة إعداد خارطة للمدينة وبالتعاون بين الجامعة والوزارة، وأيضا أكد على أنّ جامعتنا كانت ولا زالت سباقة في تقديم العون إلى كل الجهات الرسمية، ولاسيما المشاريع الوطنية، ومن بينها قيام الجامعة باحتضان الامتحانات النهائية للصفوف الإعدادية مدة أربع سنوات وبالتنسيق مع وزارة التربية، أو قيام الجامعة بإعداد برامج ودورات تأهيلية للكثير من المؤسسات والوزارات، مبينا أن من بين تلك البرامج التأهيلية أو التدريبية ما قام به الموقع الالكتروني لجامعة بغداد في تحسين العمل الإعلامي والالكتروني عامة وذلك لما حصل عليه الموقع الالكتروني من مركز متقدم مع المراكز العالمية، إذ قفزت الجامعة إلى مرتبة متقدمة بين الجامعة العالمية في مدّة وجيزة لتتقدم إلى أكثر من 16000  مرتبة عالميا.
      الدكتور خليل الزركاني اثني على جهود الوزارة وأبدى جاهزية مركز إحياء التراث لعقد ندوات لمصورات جامعة بغداد ووثائقها وكل ما يتعلق بالتراث، في تداخل للدكتور علاء العلاق تحدث عن رغبة كبيرة وملحة في تحقيق هذا العرض لهذه الوثائق والصور النادرة، مبينا أن هناك مسعى كبيرا ومخاطبات كثيرة مع وزارة التعليم العالي للتنسيق بهذا الشأن إلا أن هناك صعوبة مع وزارة التعليم لعدم تلبية كثير من الطلبات لاحتضان المؤتمرات والندوات، هذا وقد وجّه رئيس الجامعة دعوة للدكتور العلاق بضرورة الحضور إلى جلسة مجلس الجامعة لاستضافته، بغية تحقيق انجاز موضوعي مع تشكيلات الجامعة في تحقيق هذا المشروع، وقد أشار الدكتور أحمد وحيد إلى أنّه عمم كل ما يتعلق بالمشروع ونسّق مع تشكيلات الجامعة كل ما يستجد.


 

  مدير قسم الشؤون الهندسية الدكتور صدقي إسماعيل تطرق إلى جملة من الأفكار، أهمها ما يتعلق بكلية اللغات والفنون الجميلة، وأشار إلى ضرورة الدعم للإسراع في انجاز المشاريع مع إشارته إلى جملة من الإخفاقات والسلبيات التي نعاني منها بسبب تلكؤ بعض الشركات المنفذة والمقاولات للمشاريع بحكم بعض القيود والشروط التي تثقل كاهل العمل وتؤخره، ذلك لعدم موائمة القرارات والقوانين مع الظرف أو المشروع لسرعة الانجاز مع مثل هكذا مشاريع هامة، وفي ضوء ذلك أشار الدكتور العلاق إلى أن هنالك جملة من المشاريع المتعثرة بسبب خلاف بين هذه الجهة والأخرى، التي لها الصلاحيات أو الممتلكات والمنشآت والمباني في العاصمة بغداد، مبينا أنّ سبيل الإيضاح أن هناك بعض الخلاف بين المحافظة وأمانة بغداد، أيضا بيّن الدكتور صدقي إمكانية تهيئة واجهات للمشاريع مع الإشارة إلى ما يمكن إظهاره من خلال تقديم الدعم لمتحف الجامعة مع متحف التاريخ الطبيعي، وأشار إلى ضرورة الاهتمام بمداخل الجامعة بكل تشكيلاتها ومجمعاتها الواقعة في الجادرية وباب المعظم وغيرها ومن خلال عمل بارتشنات (Partitions), وهنا كانت مداخلة للسيد رئيس الجامعة عن أن برج جامعة بغداد هو أعلى بناية ببغداد وحبذا الاهتمام في إظهاره على وفق معلم جديد من خلال إضافات هندسية تحيي هذا المعلم كأن تكون ساعة الكترونية عملاقة تمكن الناظر من مسافات بعيدة جدّا بمعرفة الوقت، وتكون هذه الساعة ديجيتال وضمن شاشة عملاقة تستعرض وفرة من الإشارات والدلالات الهامة للعاصمة بغداد وللعلم والعلماء، وتكون هناك إنارة ليزرية مشابهة لإنارة برج إيفل في العاصمة الفرنسية، أو ما في لندن، أو علامات بارزة أخرى اقترحها رئيس الجامعة, وعلى ضوء ذلك أعرب الدكتور العلاق عن سعادته الغامرة لهذه المقترحات التي بيّن أنها تضفي معالم مهمة لبغداد وتضيف إلى جمالها، مؤكدا استعداده في دعم هذه الرؤى في تبني الوزارة لمثل هذه الأفكار على وفق الصلاحيات التي خولتها له الوزارة، ومؤكدا بذات الوقت رغبته في إمكانية إضافة شاشات عملاقة لعرض نشاطات مختلفة للجامعة.
   المدرس المساعد المهندس عبد الكريم مدير مكتب السيد رئيس الجامعة تطرق إلى ضرورة بث الروح في دور العرض السينمائي والمسارح من خلال إعادة ترميم دور العرض السينمائية وتأهيلها في بغداد، وقد وجدت هذه الفكرة ترحابا كبيرا جدا إلا أن الدكتور علاء العلّاق بيّن صعوبة تنفيذ مثل هذه الفكرة لكون الوزارة لا تملك الصلاحيات على دور العرض الأهلية، وان الوزارة ماضية  في تأهيل دور العرض الحكومية كسينما المنصور في ساحة الاحتفالات أو مسرح الرشيد وغيرها من المرافق الحكومية والمنشئات، وقد رصدت تخصيصات مالية لذلك، الدكتور عبدالباسط سلمان بصفته مخرجا إعلاميا ورئيس تحرير الموقع الالكتروني تطرق إلى إمكانية إعداد عرض بانورامي على وفق سيناريو يتعلق بالحدث ويعطي الصورة المشرقة للعراق مع إمكانية إعداد وتنفيذ البانوراما والتي تستعرض تراث العراق العلمي والفكري على وفق رؤية حداثوية الكترونية تناظر ما موجود منها في أوربا أو الدول المتقدمة، لتليق بهذا المشروع، ونالت الفكرة تأييد الدكتور علاء العلاق واستحسانه، بل وتأكيد من قبله مبينا أن الدول الأوربية تعتني كثيرا بمثل هذه الاستعراضات البانورامية، لكونها تحقق درجة عالية من الكسب المعرفي والتأصيل الثقافي والتعبئة الإعلامية والمعنوية عبر الغرس الفكري والثقافي، وكذلك اقترح الدكتور عبدالباسط سلمان تنفيذ فيلم فانطازي برؤيا فيلمية كارتونية تستعرض تراث العاصمة بغداد، في سيناريو تم كتابته وتحضيره، وأيضا اقترح إقامة عرضا لاوبريت إيمائي صامت لطلبة الجامعة وبالتزامن مع أيام احتفالات المشروع.
   الدكتور صباح العزاوي مدير العلاقات الثقافية في الجامعة تطرق إلى إمكانية التعاون مع الجانب الفرنسي بخصوص المشروع ولإظهار معالم حضارية مماثلة لما في باريس أو بعض المدن الفرنسية، معرجا على الاستفادة من التجارب الفرنسية في تطوير المدن، وفي ضوء ذلك كان هنالك تداخل بما يخص بعض الملاحظات التي طرحت من قسم الهندسة المعمارية وضرورة عقد حلقة دراسية مدة يومين مع القسم والإشارة إلى ضرورة الجمع بين الحداثة وفن العمارة القديم في الأفكار الممكن تنفيذها مع ضرورة إعداد كتيب للمشروع بثلاث لغات، الانكليزية والفرنسية والعربية.
   رئيس الجامعة الدكتور موسى الموسوي، أكّد على أن تكون الآلية غير تقليدية في طرح الأفكار والرؤى لبناء وتشييد عدد من المعالم الجديدة في الجامعة وفي بغداد، مؤكدا على الحداثوية في التصميم والتنفيذ، وعلى المعالم الهامة التي من شأنها أن تمنح مزيدا من الألق للعاصمة بغداد، وبذات الوقت مقدما أفكارا عدة في رسم وجه جديد وحيوي للواجهات والبوابات والمعالم التراثية في بغداد، معززا حديثه بالحرص على التوافق والتزامن في تحيق المشروع على وفق التوقيتات الصحيحة، وذلك من خلال تكثيف الجهود لإنجاح هذه المناسبة، مثنيا على جهود الحاضرين والتعاون الوثيق بين وزارة الثقافة والجامعة، ومشدد على ثقة الجامعة في تحقيق التغيير الجذري بالمجتمعات لما تمتلك من روح إبداعية نحو الرقي والفضيلة، والذي من شأنه أن يحقق مزيدا من المكتسبات والمنجزات الفكرية الهامة التي تعيد المكانة الريادية للعراق عبر الأهداف الإنسانية .
   وجدير بالذكر  أن وزارة الثقافة تتعاون مع لجان عديدة مكلفة من الوزارات المعنية بمشروع بغداد، كوزارتي التربية والتعليم العالي ومحافظة بغداد لانجاز أربعين مدرسة تضم مسارح مدرسية لتطوير الحركة الفنية المدرسية ولدعم الفرق المسرحية للشباب إضافة إلى المدارس التراثية، فريق الموقع الالكتروني وثق هذا الاجتماع بجملة من اللقطات الفوتوغرافية.

Comments are disabled.