كلمة رئيس الجامعة
انطلاقاً من النجاحات المتواصلة التي حققتها جامعة بغداد (الجامعة الأم)، بوصفها أول جامعة تأسست في العراق، فقد تميزت مسيرتها الأكاديمية الرائدة بتجارب ثرية أرست العديد من النظم والتقاليد الجامعية في العراق، وتشكل إنجازاتها المتميزة علامات بارزة في تطوير التعليم العالي. واستمراراً لهذه الإنجازات، تم إعداد استراتيجية جديدة لتطوير الجامعة للفترة من عام 2025 إلى عام 2030، بناءً على تحليل شامل للظروف المحيطة بالجامعة، والتي ستحدد لها مسارات واضحة تمكنها من التميز في أدائها، والبناء على ما حققته الجامعة من إنجازات ونجاحات في التعليم والتعلم، والبحث العلمي، والتطوير المؤسسي، والمشاركة المجتمعية.
لقد أصبحت رؤية الجامعة الجديدة ورسالتها وقيمها الجوهرية الحاكمة دافعاً حقيقياً لجميع منتسبي الجامعة، إيماناً منهم بإمكانية تطبيق هذه الاستراتيجية الطموحة. وتستند هذه الاستراتيجية إلى تحليل استراتيجي شامل ودقيق، يهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في توفير أفضل مستويات التعليم للطلبة، وتهيئة بيئة علمية وبحثية تتلاءم مع التطورات المتسارعة في قطاع التعليم العالي على المستوى العالمي.
حققت البرامج التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع التي تقدمها الجامعة بمختلف تشكيلاتها سمعة طيبة في الأوساط العلمية، وتمكنت الجامعة من الارتقاء إلى مصاف الجامعات المرموقة على المستويين العربي والعالمي. وتعتزم الجامعة الحفاظ على هذه الريادة المكتسبة، التي تعد فخرًا واعتزازًا لجميع منتسبيها، وتسعى جاهدةً لترسيخ مكانتها كجامعة متميزة، بما يجعل من خريجيها مطلوبين في مختلف مجالات سوق العمل.
إن الجهود الاستثنائية التي بُذلت في إعداد هذه الاستراتيجية تمثل تحدياً كبيراً، ولكن التحدي الأكبر يكمن في تنفيذها ومجابهة الظروف التي قد تعيق تطبيقها، وخاصة في المجال البحثي وتوفر الإمكانات اللازمة. وهذا يضع على عاتق قيادة الجامعة ومنتسبيها مسؤولية كبيرة لتحقيق أهدافها، ويتطلب منهم مضاعفة الجهود للوصول إلى الغاية المنشودة، وترجمة رؤيتها ورسالتها وأهدافها في إطار الريادة التي نسعى إليها جميعاً، باعتبارها أعرق وأقدم جامعة في العراق.
نسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه الخير، وأن يسدد خطانا نحو تحقيق أهدافنا النبيلة، وخدمة جامعتنا الحبيبة، ووطننا العزيز.
أ.د. بهاء ابراهيم انصاف
رئيس جامعة بغداد
كلمة لجنة الإعداد
يوضح التخطيط الاستراتيجي الإطار العام والاتجاه الذي يقود إدارة المؤسسة ويدعمها في تحقيق أهدافها. وتعمل المؤسسات الحديثة الناجحة في إطار خطة استراتيجية واضحة، تحدد فيها الأولويات ضمن الإمكانات والموارد المتاحة، بما يكفل تحسين الخدمات وتوفير الدعم اللازم للملاكات وتطويرها، مع زيادة القدرة على التعامل مع المخاطر الخارجية وإدارة الأزمات بكفاءة.
وإيمانًا من رئاسة جامعة بغداد بأهمية اتباع الأسلوب العلمي في إعداد استراتيجيتها (2025-2030)، فقد تم تشكيل لجنة لإعداد الخطة الاستراتيجية، باشراف السيد رئيس الجامعة، وبمشاركة نخبة من الخبراء وأصحاب الاختصاص.
منهجية إعداد الاستراتيجية
حرصت اللجنة على أن تتضمن استراتيجية الجامعة الإجابة عن الأسئلة الرئيسة التالية:
س-أين موقع الجامعة الآن؟ (تحليل واقع الجامعة الحالي).
س-أين نريد أن نصل؟ (تحديد الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية).
س-ما هي الوسائل التي تمكننا من الوصول إلى ما نريد؟ (تحديد الاستراتيجيات والخطط والآليات والبرامج والمشاريع المطلوبة).
س-كيف نطبق هذه الوسائل؟ (تحديد الآليات والتوقيتات الزمنية والموارد المطلوبة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط والبرامج والمشاريع المقترحة، ومتابعة تنفيذها).
س-كيف نتأكد من تحقيق أهدافنا؟ (وضع آليات للتقييم والمراقبة).
الإجراءات المتخذة
وقد قامت اللجنة بالإجراءات الاتية:
- جمع البيانات الخاصّة بالجامعة وتحليلها.
- تحديد محاور الإستراتيجيّة وهيكلها.
- الاتّفاق على تعديل الصياغات الأوليّة لرؤية الجامعة، ورسالتها، وقيمها الحاكمة، وغاياتها، وأهدافها الإستراتيجيّة.
- تحديد البرامج التنفيذيّة اللازمة لتحقيق الأهداف الإستراتيجيّة للجامعة واجراءاتها، وتحديد إطارها الزمنيّ، والجهة المسؤولة عن تنفيذها، فضلاً عن تحديد مخرجاتها، ومؤشِّرات قياس نجاحها .
- تحديد المعوقات والمحددات التي تواجه تنفيذ الاستراتيجية ودراستها.
- عقد مجموعة من ورش العمل المتخصِّصة لمناقشة محاور الإستراتيجية المختلفة للحصول على التغذية الراجعة واجراء التعديلات عليها.
- وضع آليةٍ لمتابعة تنفيذ الخطّة الإستراتيجيّة على نحو دوريّ ومُنتظَم يُعَدُّ فيه تقرير نصف سنويٍّ عن تقدُّم تنفيذ الخطّة على وفق مؤشِّرات الأداء المقرَّرة.
ملامح جامعة بغداد
تعد جامعة بغداد (الجامعة الام ) ثاني اكبرجامعة في الشرق الاوسط ، واقدم جامعة في العراق، وتمثل كلية الحقوق (1908) وكلية الهندسة (1921) ودار المعلمين العالية /كلية التربية لاحقا (1923) وكلية الطب (1927) اللبنات الاولى لتأسيس جامعة بغداد (1957)، هي الأولى من نوعها التي انطلقت منها الملاكات التدريسية والفنية والإدارية المدربة تدريباً عال المستوى والتي أصبحت معينا ملاك الجامعات العراقية الأخرى التي أسست وبنيت لاحقا كما افادت من تلك الملاكات المؤسسات الحكومية الأخرى.
كانت جامعة بغداد منذ تأسيسها وحتى الآن تستجيب وعلى نحو سريع لكل متطلبات خطط التنمية الوطنية وذلك من خلال زيادة أعداد الطلبة المقبولين في الاختصاصات كافة (الأولية والعليا)، إلى جانب استحداث كليات جديدة التي بلغت حتى الآن اربعاً وعشرين كلية فضلاً عن أربعة معاهد للدراسات العليا فضلا عن عشرة مراكز سبعة منها بحثية وثلاث خدمية (ملحق 1 )، وانها تستجيب أيضاً من خلال زيادة التخصصات في الدراسات العليا ، وترافق زيادة اعداد الطلبة في الجامعة اهتماما متزايدا بتوفير المستلزمات الخاصة بذلك ومن أهمها الأقسام الداخلية لاسكان الطلبة اذ تلحق بالجامعة (12) مجمع سكني. ويلحق بتشكيلات الجامعة (21) مكتباً استشارياً تقدم خدماتها الى مؤسسات القطاع العام والخاص .
ومن المرافق المهمة الملحقة بتشكيلات الجامعة (المكتبات ، القاعات ، الحدائق ، الساحات والملاعب ، دور الضيافة ، العيادات الطبية ، النوادي ، المتحف ، المساجد ، الحقول والمزارع ، المراكز الصحيّة ، الإذاعات ، البنوك والمصارف).
تتميّز جامعة بغداد بامتلاكها قاعدةً غنيّةً وكبيرةً من الموارد البشريّة ذات الخبرة التي تمكِّنها من تحقيق رؤيتها ورسالتها وأهدافها الإستراتيجيّة، تشمل هذه القاعدةُ التدريسيِّينَ والباحثينَ والفنيّينَ والإداريّينَ، فضلاً عن طلبة الدراسات الأوليّة والعليا. (ملحق2).
ان دخول الجامعة في مجال التنافس على المستوى العالمي عبر ظهورها في عدد من التصنيفات العالمية زاد من مسؤوليتها الوطنية في تمثيل مؤسسات التعليم العالي عالمياً ومن هذه التصنيفات :-
- Shanghai Ranking By Subject.
- Times Higher Education World University Rankings.
- Times Higher Education Impact Ranking.
- Qs World University Rankings.
- Qs Arab Region.
- U.S. News Best Arab Region Universities Rankings
- RUR University Ranking.
- URAP University Ranking by Academic Performance.
- Green metric university ranking.
- Scimago Institutions Rankings.
- Webometrics Ranking of World Universities.

العناصر الرئيسة للخطة الاستراتيجية
ريادة وانتاج معرفي مستدام
نحن جامعة بغداد منظومة متكاملة من التشكيلات التعليمية والبحثية والخدمية العريقة، نؤمن بأنَّ بناء الإنسان هو إساس وجود أجيال قادرة على قيادة المجتمع وبناء الوطن، تمتاز بالعلماء والمبدعين غرضها يتجلى في التعلم والتعليم والبحث وخدمة المجتمع عبر توافر بيئة جامعيّة محفِّزة، وموارد بشريّة متميِّزة، ومناهج دراسيّة تتلاءم مع متطلَّبات سوق العمل، من أجل إعداد خريجين مؤهَّلين، والانفتاحِ على المجتمع لتحقيق الشراكة في التنمية المستدامة، تؤكِّد تكامل المعرفة النظريّة والتطبيقيّة، وتتنافس عالميًّا.
الأهداف
تتمثَّل الغاية الإستراتيجيّة في رفع جهوزية تشكيلات الجامعة لتتميز الان ومستقبلا، واحداث نقلة نوعية في أدائها الاستراتيجي وفقا للمعايير العالمية في إطارٍ من المواطَنة الحقّةِ والرِّيادة بمختلف أدوارها المعرفيّة والتعليميّة والبحثيّة، فضلا عن خدمة المجتمع والارتقاء به، وتعزيز مكانة الجامعة في إطار التصنيفات العالميّة للجامعات، وفي إطار من الموازنة بين المعاصرة للتوجُّهات الحديثة في التعليم العالي والحفاظِ على الأصالة ممثَّلةً في الثوابت الوطنيّة للبلد وقيمه. وفي إطار هذه الغاية الإستراتيجيّة يمكن تحديدُ عددٍ من الأهداف الإستراتيجيّة وعلى النحو الاتي:-
- استقطاب الموارد البشرية وتأهيلها وتطويرها لتمكينها من مواكبة التطوّرات المتسارعة في مجالات العمل المختلفة.
- التطوير الإداريّ وتحسين أساليب العمل باتجاه الحوكمة الإلكترونيّة ودعم استقلاليّة الجامعة.
- تعظيم الموارد الماليّة للجامعة لإحداث تكامل مع التمويل الحكوميّ المحدود.
- تعزيز إمكانات الجامعة واستدامتها.
- تطوير مناهج الدراسات الأوليّة والعليا على وفق معايير التنافس العالميّ.
- تبنّي طرائق تدريس معاصرة تعزِّز عمليّة التعليم والتعلُّم وتنمّي الفكر والبحث الإبداعيّ لدى الطالب.
- دمج الأقسام والفروع والمراكز والبرامج الأكاديمية أو استحداثها بحسب متطلّبات سوق العمل وحاجة المجتمع.
- تطوير البحث العلميّ وتوجيهه لخدمة المجتمع.
- نشر النتاجات العلميّة ضمن قواعد البيانات والمستوعبات العالميّة الرصينة.
- تسويق البحوث التطبيقيّة.
- ضمان الجودة والأداء الجامعيّ على وفق معايير التنافس العالميّ وتحقيق تصنيفات متقدِّمة.
- الحصول على الاعتماد الأكاديميّ البرامجيّ والمؤسّسيّ.
- تفعيل العلاقات الدوليّة والتعاون مع الجامعات والمؤسّسات.
- تعزيز مبادرات خدمة المجتمع وتشجيع العمل التطوّعيّ الجماعيّ.
- صقل وتطوير المواهب اللاصفية للطلبة.
القيم الحاكمة
يقتضي نجاحُ إستراتيجيّة الجامعة تحديدَ مجموعةٍ من القيم الحاكمة التي تمثِّل المنطلقَ الأساسيَّ الحاكمَ لسلوكيّات أبناء الجامعة كافة، ولابدّ لتلك القيم من عمليّات تدعيمٍ مستمرَّةٍ لكي تتحوَّل إلى ممارسات تطبيقيّة، وإلى أساس متين للتعاملات في الجامعة على المستويات كافة. إنَّ المحور الرئيس للقيم الحاكمة للجامعة هو التميُّز الأكاديميُّ الذي يحرِّك ثلاثةَ مكوِّناتٍ رئيسةٍ من مكوِّنات رسالة الجامعة: التعليم والطلاب، والدراسات العليا والبحوث، وخدمة المجتمع وتنمية البيئة. إنَّ التأكيد على قيم التميُّز في الأداء في المجالات الثلاثة السابقة سوف يساعد في تحقيق رسالة الجامعة. ويمكن إجمال هذه القيم بالآتي:
- الالتزام الاجتماعيّ والأخلاقيّ : تسعى جامعة بغداد إلى تحقيق أعلى مستويات الالتزام الاجتماعيّ والأخلاقيّ، وترسيخِ قيم الوسطيّة والاعتدال والمساواة بما ينسجم مع تعاليم الدين الإسلاميّ الحنيف، والعاداتِ والتقاليد العربيّة الأصيلة، والمُثُلِ الإنسانيّة العليا.
- الانتماء: تسعى الجامعة جاهدةً إلى تحقيق أعلى مستويات الانتماء الوطنيّ الصادق لطلبتها والعاملينَ فيها عن طريق تعزيز الروح الوطنيّة، وتغليب المصلحة العامّة على كلِّ المصالح الشخصيّة .
- الشفافيّة والحريّة الأكاديميّة: تشجِّع الجامعةُ الانفتاحَ والتفاعُلَ مع الآخرين، وتؤكِّد اهتمامَها بقيم العدل والنزاهة والحريّة الأكاديميّة .
- اللامركزيّة: تؤمن الجامعة بضرورة مشاركة جميع أطرافها في عمليّة صنع القرار، ويتحقَّق ذلك من خلال تدعيم القرارات على مستويات الأقسام والكليّات والشُّعب والوحدات الإداريّة والطلبة. وتدعم الجامعةُ التوجُّهَ نحوَ مزيدٍ من اللامركزيّة في صنع القرار.
- العمل بروح الفريق: الإيمان بالعمل الجماعيّ كالفريق الواحد لتحقيق رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها، ويتأتّى ذلك من خلال تكامل خُطط الجامعة مع خُطط الكليّات والمعاهد والمراكز البحثيّة، فضلاً عن دعوة الشركاء وأصحاب المصالح إلى الإسهام في تجذير العمل الجماعي .