Last Updated on 26/10/2012
الإعجاز بعينه في خطوط مبدع جامعتنا ” روضان”
قد يتبادر للذهن أنّ ماكينة الكترونية أو روبوت على شكل خطاط يرسم حروف اللوحات الفنية للفنان العالمي روضان بهية، أو قد يذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك في مخيلته وهو يرى بأم عينه صورا تبدو كأنّها من الخيال الفناطازي الابداعي الخارق، ولربما يذهب البعض إلى أبعد من ذلك في وصفهم للوحات مبدع جامعتنا الأستاذ الدكتور عبد الرضا بهية داوود، الفنان الخارق في رسم الحرف واخراجه، مبتكر الفنون الزخرفية، هذا وأكثر في وصف أعمال الخطاط روضان، وهنا نؤكّد الأعمال، الأعمال التي نقلت الفنان روضان إلى المحافل الفنية العالمية، بارقى واضخم المعتركات الفنية الكبرى في العالم، هذه المعتركات لم تدع فنان الجامعة كونه أستاذا للخط العربي فحسب، بل تدعوه لما تتجسد العبقرية الفذة في أعماله الفنية التي تتوالى العروض لأن تنال ولو اصغر عمله ينفذه الفنان الروضاني، نعم انها العروض الكثيرة التي انهالت على مبدع جامعتنا في أغلب المحافل الدولية الكبرى لما انجز وحقق من روائع الابداع الانساني.
كنا محضوضين ان نلتقي الجبل العراقي الشامخ في أروقة جامعة بغداد، لتجسد أمامنا بدمه ولحمه كانسان متواضع جدا، التقيناه وهو مفعم بالمنجزات الابداعية ومنهمك في عمله الأكاديمي بين البحث العلمي والاداري والفني، ومن ثم تمكنا من أن ننال دقائق من وقته، لنتعرف على طبيعة هذا الفنان المبدع، فتاكدنا من انه انسان اولا وآخرا، الا اّن الله عز وجل انعم عليه برحمة كبيرة في ان يهبه الأنامل الذهبية التي تخط الحروف الالهية -الايات القرانية- بأروع واجمل وأحلى الخطوط ، وكذلك الأحاديث النبوية، وأبلغ الحكم والأقوال السائرة، هذه الأنامل التي رسمت جملة من اللوحات التشكيلية التي تزين صالات المعارض العالمية للخط العربي والزخرفة، ولما يحمل هذا الانسان من تواضع وخلق ابلى الا ان يدعونا على عجالة وهو يخرج من الجامعة لتناول القهوة بأحد الصالات القريبة، كونه وكعادته مشغولا بكم هائل من الارتباطات والأعمال والمهرجانات العالمية، بل مشغول ومهموم أيضا بتخريج دفعات من طلبة الخط العربي والزخرفة في كلية الفنون الجميلة بجامعتنا، وقد تمكنا من ان نحقق لقاء سريعا لنطلع على منجزات وابداعات الدكتور عبد الرضا بهية داود في عجالة، كون ان مثل هذه الشخصيات العملاقة، من الصعب مقابلتها أو الحصول على موعد أو لقاء معها، بحكم الوفرة الانتاجية التي تتميز بها، وبحكم ضيق الوقت الذي يجب هذه الشخصية على ان تبرمج وقتها مع ما يتاح لها من وقت كي توافق بين البحث العلمي وبين المنجز الابداعي والفنون، وبين الالتزامات الدولية والمشاركات المتعددة في المحافل الابداعية العالمية.
بعد أن رحب بنا الأستاذ الدكتور عبد الرضا بهية، واعتذر لنا عن ضيق وقته للقاء غير محدد مسبقا، استقبلنا وتقبل دعوتنا في اللقاء بكل لطف وطيبة، وهو ما أكد لنا عن طيبته وسماحته وتواضعه، الذي لا يمكن أن يوصف، لنتأكد بأنه العالم الجليل حقا، بما يوصف من تواضع، فالتواضع وكما أكدته العديد من المصادر سمة العلماء، وها نحن أمام هذه الجبل الشامخ والمتواضع معا، الجبل في إنتاجه الإبداعي ومنجزاته العالمية، والإنسان المتواضع بعلمه وبخلقه وأدبه، اثر ما يحمل من ثقل أكاديمي، وما يحمل من قدرات معرفية وبحثية في مجال التعليم والتربية، ومع هذا اللقاء العابر والعاجل تمكنا من أن نتطلع على منجزاته وعن آخر مشاركاته في المهرجانات العالمية، وقبل أن نولج بآخر منجزاته، لا بد لنا وان نبين ونعرف من هو روضان البهية، الذي كان ومازال من أكثر الممتعين لاعين المتابعين للخط عبر الفن الذي يقدمه، والخط والحرفية البالغة جدا، كونه يتميز بالمستويات الأدائية والمهارات العالية، التي تمكنه من أصول الخط العربي، وخاصة الثُلُث، فضلاً عن الخطوط الأخرى التي تشهد تجارب متميزة على مستوى تكوينات الخط العربي، والمعالجات اللونية والإخراجية، فريق الموقع الالكتروني اعد ملخص عن تاريخ وأعمال هذا الفنان الكبير الدكتور عبد الرضا بهية، أستاذ الخط العربي والزخرفة في جامعة بغداد.
ولد الأستاذ الدكتور عبد الرضا بهية داود حسن الفرجاوي والملقب “روضان” في بغداد عام 1952 ، وتخرج من ثانوية قتيبة في بغداد عام 1972، بعدها أكمل دراسته الجامعية في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد لينال شهادة البكالوريوس في الفنون التشكيلية / التصميم عام 1976، بعدها أكمل دراسته في الماجستير بالجامعة بغداد من كلية الفنون الجميلة في قسم التصميم / التصميم ألطباعي بالعام 1989 وذلك عن رسالته الموسومة (الأسس الفنية للزخارف الجدارية في المدرسة المستنصرية )، وفي عام 1998 أكمل دراسته الدكتوراه من نفس الجامعة والكلية عنوان الأطروحة (بناء قواعد لدلالات المضمون في التكوينات الخطية) والتي شكلت منعطفا تاريخيا في أصول وقواعد الخطوط على مستوى العالم، وذلك بما جاءت أطروحته من أفكار ورؤيا خارجة عن المألوف الفكري والإبداعي، وضمن صياغة جديدة لمفهوم الخط والتكوين للحروف والأداء الإبداعي للخطاط، وبعد ذلك انهالت العروض على الدكتور بهية لتقديم محاضراته العلمية وفنونه الإبداعية، بأرقى وأفضل المنتديات والجامعات العالمية التي تعنى بالفن والإبداع في الخط العربي، ليقدم بذلك جملة من الإعمال الفنية التي أتحفت المعارض والصالات الفنية العالمية، لتزخر بها أمام المهتمين بالفنون العربية والخط، وكان الدكتور روضان قد بدأ مشواره الفني منذ نعومة أظفاره، حيث تنبأ أساتذته بإبداعاته منذ إن كان طالبا في الدراسة الابتدائية، عندما فاجأ أساتذته بخطه ورسوماته ضمن مادة التربية الفنية، حيث كان مولعا بالرسم والخط، وبعد ذلك تطورت قابليته الإبداعية في الدراسة المتوسطة، ليقوم بخط المزيد من اللافتات والألواح واليافطات لمدرسته وزملائه كمشاركات لا صفية في مدرسته، بعد ذلك شارك الدكتور روضان وهو طالب في الدراسة الثانوية بمعارض المدارس الخاصة بوزارة التربية، ونال العديد من الجوائز في مسابقات الخط، ثم ساهم بمعارض على مستوى القطر وهو طالب في الدراسة الثانوية، وبعد أن حصل على البكالوريوس تعين في الدولة العراقية كمدرّس في مركز الحِرَف والصناعات الشعبية التابع لوزارة الثقافة، لينطلق عالميا بجملة من الأعمال الفنية الراقية، التي كانت تقدمها وزارة الثقافة ضمن منهاجها الثقافي لكبرى المؤسسات الثقافية العالمية، بعد ذلك انخرط الدكتور روضان في سلك التعليم الجامعي ليتعين في الجامعة في عام 1990 بكلية الفنون الجميلة / قسم التصميم، وقد حصل على لقبه العلمي كمدرس مساعد في عام 1990 وبعد ذلك نال لقب مدرس في 1994، ثم نال بعد ذلك لقب أستاذ مساعد عام 1996 من جامعة بغداد في الفنون الجميلة، ثم حقق الانجاز الأكبر لينال اكبر لقب علمي في العراق بالخط العربي وهو لقب الأستاذية عام 2004، ليكون بذلك أول خطاط في الشرق الأوسط أو في العالم ينال لقب الأستاذية في تخصص الخط العربي عبر جهوده الإبداعية والتخصصية في مجال الخط العربي والزخرفة العربية تحديدا، كون أن الخط العربي تخصص نادر جدا ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تمنح مثل هذا التخصص وبألقاب علمية وأكاديمية متميزة ومحددة في تخصص نادر، وخلال مسيرة الدكتور روضان الإبداعية تبؤ العديد من المناصب وتسنم الكثير من المهام والمسؤوليات الإدارية، أهمها رئيس قسم الخط العربي في العديد من المؤسسات الإبداعية والفنية منها كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد وفي وزارة الثقافة العراقية، كذلك، شارك الدكتور روضان بالعديد من اللجان العلمية والإدارية، كعضو لجنة وضع المناهج الدراسية لقسم الخط العربي والزخرفة في معهد الحرف والفنون الشعبية بوزارة الثقافة والإعلام ، أو كعضو لجنة معارض الخط للجامعة، أو عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان بغداد العالمي الرابع للخط والزخرفة، أو عضو لجنة خبراء مشروع موسوعة أعلام العرب والمسلمين، ورئيس اللجنة العلمية في قسم الخط العربي والزخرفة وعضو لجنة التحكيم في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعضو عضو اللجنة الإعلامية في المهرجان القطري للمسرح العراقي، عضو الهيأة الإدارية لمجلة الأكاديمي التي تصدرها كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد، وعضو لجنة وضع ضوابط وآليات التقديم إلى دراسة ما بعد الدكتوراه Post Doctorate وشهادة الدكتوراه العليا في العلوم، وعضو هيأة تحكيم المسابقة الدولية الثامنة التي يجريها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا (استانبول)ن وبعد ذلك أصبح عضو لجنة الترقيات المركزية في جامعة بغداد وذلك عن رصانته العلمية وقدراته البحثية المتميزة، ووفرة أبحاثه وقدراته الفكرية والأكاديمية، وهذا المنصب لا يناله أي أستاذ إلا بعد أن يتجاوز جملة من المناصب والاختبارات والشهادات والألقاب والتقديرات الخاصة، كونه واحد من أهم المناصب، التي يعد بحد ذاته سلطة مطلقة في قانون التعليم العراقي، ولا توجد أي سلطة أعلى منه في التعليم العراقي أو العالمي، وكذلك نال الدكتور روضان شرف المساهمة بالقران الكريم كرئيس اللجنة الفنية لمشروع خط القرآن الكريم في مركز علوم القرآن والتراث الاقرائي 2010.
بعد أن استطاع فريق الموقع الالكتروني أن يحصل على فرصة اللقاء بالدكتور روضان استفسر فريق الموقع عن آخر نشاطات أو أعمال الفنان روضان، مبينا انه يستعد للمشاركة في أعمال الهيأة الدولية ممثلا عن العراق وذلك لتحكيم (المسابقة الدولية التاسعة لفن الخط) التي تقام هذه المرة باسم (أكمل الدين إحسان أوغلي) في مدينة استانبول من قبل (مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية) حيث ستعقد الهيأة اجتماعها خلال شهر نيسان سنة 2013، وكان ا الدكتور عبد الرضا بهية الذي يلقب فنيا باسم (روضان ) قد تم اختياره من قبل مركز الأبحاث المعروف اختصارا بـ (إرسيكا) التابع إلى منظمة التعاون الإسلامي منذ المسابقة الدولية الثامنة التي أعلن عنها في شهر آذار 2009 وتم إجراء التحكيم في 2010، وقد جاء في حيثيات الإختيار الإشارة إلى الجهود العلمية والفنية التي بذلها الدكتور روضان محليا ودوليا في خدمة الفنون الإسلامية عامة وفن الخط وإسهاماته البحثية على المستوى الأكاديمي والتطبيقي في هذا المضمار.
بعد أن أكملنا اللقاء مع الدكتور روضان قدم لنا هدية للموقع الالكتروني مخطوطة لعنوان جامعة بغداد بخط الثلث والتي أسرعنا في استخدامها في تصميم البنل الخاص بواجهة الموقع الالكتروني والتي أتحفت الموقع وشكلت تأثير واضح وجلي في هيئة وتشكيل الواجهة، وكذلك وعدنا بمفاجأة جديدة كهدية إلى جامعة بغداد التي يقول عنها بأنها أفضل وأجمل مؤسسة علمية شعرت بها طيلة مسيراتي البحثية والعلمية في اغلب دول العالم، لما تتميز الجامعة من جملة أمور وتنويعات نادرة، كرصانتها العلمية ومنشئاتها الأكاديمية ومساحاتها الخضراء وملاعبها الرياضة وباحاتها وقاعاتها الدراسية ومناهجها العلمية وأمور كثيرة لا تعد ولا تحصى، وهو ما جعلني اعشق الجامعة لما تحمل من واقع مشرف يستحق الفخر والاعتزاز، وكان فريق العمل قد التقط مجموعة من الصور وحصل على أرشيف الدكتور روضان الإبداعي والفني وبعض اللقطات الفوتوغرافية، التي سيتمتع بها المتصفح من خلال الجماليات والابداع في حركات الحروف والرسوم والزخارف، ومن خلال المعنى الجميل الذي سيطغة على اللوحات.