Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 05/10/2021

تعازي ذكرى أربعينية الحسين عليه السلام

 

   تتقدم رئاسة جامعة بغداد بأحر التعازي والسلوان إلى الأمة الإسلامية وإلى العلماء الأعلام والقادة الكرام وجميع المؤمنين وأحرار وشرفاء العالم في شرق الأرض وغربها، بذكرى أربعينية ريحانة المصطفى “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم” سيدنا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب “عليهما الصلاة والسلام”، داعين الباري عز وجل أن يجعل خطانا متنورة بنور وإيمان وفكر الحسين عليه السلام، لنستلهم العبر والأفكار منه في بناء الإنسانية على وفق العدالة والكبرياء والرقي.

                                الأستاذ الدكتور علاء عبدالحسين

                                رئيس جامعة بغداد

   وكان رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور علاء عبدالحسين، قد أكد خلال لقاء أجراه فريق الموقع الالكتروني، إن ذكرى استشهاد الإمام الحسين إنما درس بليغ جدا من دروس الإنسانية والتفكر، وان قمة العلوم في العالم تتأمل ما قام به الحسين عليه السلام من دور خلاق لنهج بطولي خالد في سفر الإنسانية، كي تترصن وتتكرس العدالة السماوية بعد أن ضحى بحياته وحياة عائلته التي اصطحبها معه للاستشهاد من اجل نصرة الحق ضد الباطل وتثبيت الإسلام، من هنا نجد أن أحرار العالم يتزينون بحديثهم حول القائد والإنسان والمفكر الحسين عليه السلام، فالحسين لم يكن قائدا فحسب بل كان أنسانا بصفات الأنبياء والعظماء، لذا نجد ذكراه خالدة في نفوس كل أحرار وشرفاء العالم أجمع، بكافة الديانات والمذاهب والقوميات، ونجد أن الزوار يأتوه من كافة دول العالم، ويتبركون بزيارته، وان التأريخ قد خلد ذكراه طوعا لا أكراها، فتتجمع الحشود المليونية وتزور قبره وقبر أخيه العباس عليهما السلام، ويقومون بتعظيم الشعائر، التي لا تحدث إلا في العراق فحسب، وهو ما يشكل موضع افتخار واعتزاز لنا بصفتنا عراقيين، أن يزورونا من كافة أنحاء العالم لتعظيم هذه الشعائر المباركة، والتي باتت مهرجانا عالميا فريدا من نوعه، من حيث الحجم والعدد والنوع والتنوع، فهناك كم هائل من البركات يقوم محبو الإمام بتوزيعها على الزوار دون تحديد، وهو الأمر الذي يؤكد من جديد أن الحسين عليه السلام يوحدنا كعراقيين بكافة أطيافنا، بعد ذلك نجد في الزيارة كافة ألوان الشعب العراقي تشاطر العزاء والذكرى.

   وقد اهتمت القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، بهذا الحدث الكبير الذي شكل حالة فريدة من نوعها في تأريخ الإنسانية، لحضور أكثر من 21 مليون زائر، بحسب إحصائيات موسوعة ويكيبيديا العالمية، التي ذكرت بأن أكبر تجمع بشري في تاريخ الكرة الأرضية في زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، في مدينة كربلاء بالعراق، وهو ما يشكل نصف عدد سكان العراق تقريبا، وكما ذكرت بعض الوكالات العالمية مراسيم إحياء هذه الذكرى الخالدة، التي تشكل واحدة من أهم معالم التراث والحضارة العراقية، إذ يحي ملايين المواطنين من العراق وعدد من الدول العربية والإسلامية أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، قرب ضريحه بمدينة كربلاء التي تبعد 110 كيلومترات جنوب بغداد، وسط رعاية كبيرة من المحبين والموالين للإمام الحسين عليه السلام، في تقديم الأطعمة والمشروبات والعصائر ونصب السرادق وخدمات السكن والراحة للزوار حتى نهاية مراسيم الزيارة مجانا، وبين هؤلاء نحو 800 ألف زائر قدموا من ثلاثين دولة إلى المدينة التي امتلأت فنادقها الـ700 بالكامل.

     تمت مراسيم إحياء هذه الشعائر منذ ساعات الصباح الأولى لأربعينية الإمام الحسين، بالاستماع إلى “قصة السبايا” التي تروي قصة عودة عائلة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام، من الشام إلى كربلاء لزيارة قبور شهداء واقعة “الطف” وسط بكاء وحزن عميق من المشاركين في إحياء المناسبة، إضافة إلى زيارة ضريحي الحسين وأبي الفضل العباس عليهما السلام، إذ يقوم الزوار المتشحون بالسواد بقطع مسافة الطريق بينهما وهم يرددون قصائد وأبيات شعرية وأحاديث عن الرسول محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم بحق الإمام الحسين عليه السلام، رافعين الرايات الخضراء والحمراء والسوداء، وهي الذكرى بعد أربعين يوما لعاشوراء، ذكرى مقتل الإمام الحسين عليه السلام، مع معظم أفراد عائلته الطاهرة، في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية عام 680 ميلادي، وهيأت المؤسسات الحكومية وغير الحكومية آلاف الحافلات والسيارات والقطارات لتسهيل نقل الزوار وعودتهم إلى منازلهم من المحافظات العراقية كافة، وكانت شخصيات بارزة شاركت هذه الزيارة المليونية مثل نائب رئيس الجمهورية الدكتور خضير الخزاعي ورئيس الوزراء نوري المالكي وأعضاء من البرلمان.

     وتعدّ شخصية الحسين عليه السلام، من أهم الرموز العالمية في التحرر والتضحية والإباء، حيث تشكل ملحمته “الطف” بطولة فريدة من نوعها في تاريخ البشرية، الأمر الذي جعل كبار الشخصيات الفكرية والثقافية والسياسية والعسكرية في العالم، تتحدث عن بطولته وشجاعته، بوجه الظلم والطغيان للحفاظ على الدين الإسلامي، وتتحدث عن الشعب العراقي الذي يرفض الركوع والخنوع.

   جدير بالذكر أن قوات الاحتلال الأمريكية وخلال تواجدها في العراق، قد شاهدت هذه المسيرات المليونية، التي صعقت الكثير من القادة والجنرالات العسكريين حتى سموها بالأفعى السوداء، لأنها زيارة فريدة من نوعها وكثيرا ما تسبب رعبا وقلقا وإرباكا لأفراد الجيش الأمريكي، وكان الجنرال البريطاني تشرشل قد أوضح ذلك الأمر قبل أكثر من نصف قرن، عندما قال مقولته الشهيرة ” مادام للمسلمين قرآن يتلى، وكعبة تقصد، وحسين يذكر، فانه لا يمكن لأحد أن يسيطر عليهم”.

  وتعتز رئاسة الجامعة بعرض بعض المقتطفات من المقولات الشهيرة للعظماء والكتاب والقادة والمشاهير بحق الإمام الحسين عليه السلام، وشجاعته وإيمانه، وقبل أن نستعرض ما قالوه علينا أن نتيقن، بأنه مهما قلنا أو قالوا عن الحسين “ع”، ومهما كتبنا عنه، فلن نتجاوز فيه ما قاله رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم حين قال “مكتوب على ساق العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة”.

 جارلس ديكنز – الكاتب الإنجليزي الشهير:

إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.

غاندي – الزعيم الهندي:

لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.

 السير برسي سايكوس – المستشرق الإنجليزي:

حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.

 توماس ماساريك:

على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون في مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين “ع” لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم.

 موريس دوكابري:

يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.

رئيس الوزراء البريطاني تشرشل:

مادام للمسلمين قران يتلى، وكعبة تقصد، وحسين يذكر، فانه لا يمكن لأحد أن يسيطر عليهم.

 جورج جرداق – العالم والأديب المسيحي:

  حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، وكانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين نديك ونقتل مرة أخرى أيضاً.

 انطوان بارا – مسيحي:

  لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين.

 تاملاس توندون – الهندوسي ورئيس مؤتمر الوطني الهندي:

هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.

 ادوار دبروان – المستشرق الإنجليزي:

وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.

توماس كارليل، الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي:

أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه

فردريك جيمس:

نداء الإمام الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودّة لا تغيير لها، ويؤكد لنا أنه كلّما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسّك بها، كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة

ل . م . بويد:

من طبيعة الإنسان أنه يحب الجرأة والشجاعة والإقدام وعلو الروح والهمّة والشهامة. وهذا ما يدفع الحرية والعدالة الاستسلام أمام قوى الظلم والفساد. وهنا تكمن مروءة وعظمة الإمام الحسين. وأنه لمن دواعي سروري أن أكون ممـن يثني من كل أعماقه على هذه التضحية الكبرى، على الرغم من مرور 1300 سنة على وقوعها.

   وكانت جامعة بغداد قد ساهمت في هذه الزيارة من خلال مجاميع التدريسيين أو الطلبة ممن التحقوا بالمسيرة بيوم أو يومين من موعد الزيارة الأربعينية، وكذلك فريق الموقع الالكتروني أسهم في هذه الزيارة المليونية سيرا على الأقدام ووثق بعض الصور عن هذه الزيارة العملاقة والفريدة من نوعها في تأريخ البشرية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Comments are disabled.