Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 29/03/2011


استعراض كبير لذكرى الانتفاضة الشعبانية تضامنا مع أنصار الحرية والديمقراطية

  المنبر العلمي والإنساني يزهو ويتجلى في أروقة وساحات وملاعب وصالات جامعة بغداد العريقة، وذلك لرسم الصورة الإنسانية والسلام في العالم، من خلال تجسيد الفكر الإنساني المتمثل في احترام إرادة الشعوب وحرية التعبير والعدالة والمساواة التي نادت بها كل القيم السماوية، لتحقيق الفضيلة والعدالة التي تنصف الإنسان أولا وأخيرا، لذلك تسعى جامعة بغداد في تأصيل هذا الفكر الإنساني الخلاق الطليق في فضاءات الحرية عبر تكريس وتعزيز الأفكار والتوجهات الديمقراطية التي يناشدها العالم اجمع لتحقيق العدالة، فتتبنى الجامعة بذلك أي مشروع فكري يحقق الإنسانية ويؤصل الأفكار البناءة في رسم وتحقيق الحريات لشعوب العالم اجمع، وما كان للجامعة إلا أن تناغم أفكار وتوجهات الشعوب المتحررة في تجسيد مفاهيم الحرية والديمقراطية الجادة لتعزيز النهج الإنساني لدى الطالب والأستاذ في مقارعة الظلم والاستبداد، بغية البحث عن النور عبر العلوم الإنسانية وتظاهراته العلمية البناءة في تعزيز الفكر النموذجي للإنصاف والعدالة لتحرير الإنسان من قيود الجهل والظلام، من هنا وجدت الجامعة أن رسم الرؤيا الإنسانية يتجسد عبر اللمحات الوضاءة في سفر الحركات التحررية للشعوب للخلاص من ظلم الرجعية والتخلف الاستبدادي والدكتاتوريات الحمقاء، وجاء ذلك عبر كم من المؤتمرات العلمية والندوات الفكرية والمناسبات والفعاليات الإنسانية التي تخلد وتجسد العمل الإنساني الجاد في تحرير الإنسان واستقلاليته، ومن بين أهم هذه المناسبات التي أقيمت على ارض جامعة بغداد الاحتفالات الكبيرة لمناسبة ذكرى الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد النظام السابق، هذه الانتفاضة التي عبدت الطريق أمام الشعوب العربية التي لم تتمتع بالحريات ولا الديمقراطية التي نادتها الانتفاضة الشعبانية في العراق قبل عشرون عام، لتتزامن هذه الذكرى مع ثورات الشعوب العربية في ليبيا وتونس ومصر وسوريا والبحرين واليمن، ومن ثم تعزز هذه الانتفاضة الدور الفعلي للشعب العراقي الذي انتفض بوجه الظلم والاستبداد والدكتاتوريات المقيتة، ليصبح العراق البلد العربي الأول ممن وقف بوجه الظلم وليكون بذلك الرائد الأول والسباق في مناشدة الحرية والديمقراطية أمام صلب الجور والحيف والطبقيات والدكتاتورية، وكان السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الأديب قد حضر هذه الاحتفالية مع الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس جامعة بغداد بمشاركة كم كبير من طلبة وأساتذة جامعة بغداد ومزيد من الشخصيات السياسية والأكاديمية إضافة إلى شخصيات عشائرية وجماهيرية، وشهدت الملاعب الرياضية استعراضات وفعاليات كثيرة جسدت الفكر الإبداعي لدى الطالب والأستاذ العراقي في التعبير الإنساني لمقارعة الظلم والجهل الذي تكرسه حنكات الظلام في الحكومات الدكتاتورية، التي تقمع النشاط العلمي وتحارب العلماء، كي تهيمن بجبروتها الرجعي على حريات الشعوب، كون أن العلم يجلب النور للشعوب ويناشد الحريات التي تكشف كل خبايا وزيف تلك الدكتاتوريات الظلماء، وتخلل الحفل استعراضا كبيرا لتحالف قوى الانتفاضة الشعبانية . بالإضافة إلى عرض مسرحي جسد ملاحم البطولة لشهداء الانتفاضة.

   كما تخلل الاحتفال كلمات حب وتقدير للطلبة والأساتذة الشهداء الذين سالت دمائهم من اجل الحرية والديمقراطية في مقارعة الأفكار الهدامة لبنية الإنسان العراقي الذي عانى ما عانى من ويلات الاستبداد والقمع في حماقات السياسة، التي اقترنت بالحروب والحصار ومن ثم الاحتلال، ومن بين تلك الكلمات الهامة. كلمة وزير التعليم العالي في هذه المناسبة، والتي أكد فيها على دور الجامعات في التنوير العلمي والبناء الفكري الخلاق الذي يحقق العدالة والإنسانية في المجتمعات أو في شعوب العالم، ومؤكدا بذات الوقت على الدور المتبادل في العلاقات الإنسانية البناءة في المنابر العلمية بالجامعات، من خلال ضرورة توثيق العلاقة بين التدريسي والطالب وبين إدارة الجامعة والكليات لتحقيق الديمقراطية وحريات التعبير البناءة، مشيرا إلى الدور التربوي الذي لابد وان تتمتع به الجامعات العراقية لتحقيق أفضل الكفاءات العلمية التي ستعمر وتبني العراق وتحميه، مركزا بذلك على أن التربية تشكل وتمثل الجوهر الأساس للتعليم، قائلا “تعليما بلا تربية لا يمكن أن يكون تعليما، إذ أننا بحاجة إلى استعادة القيم الإنسانية الصحيحة التي سلبت منا. وينبغي محو كل أفكار وتوجهات الفساد والمنكرات التي تحيط بالمجتمع من اجل التطور” كما شدد وزير التعليم على حاجة العراق للعلماء، مبينا ما تعرض له العلماء في السنوات الأخيرة من عمليات تصفية منظمة، من منظمات لا نعرف جنسياتها، اغتالت أكثر من مائتين وخمسين عالما، ما قاد بعض الأساتذة الاضطرار مغادرة العراق والهجرة إلى خارجه، مبينا أن بقايا هذه العصابات مازالت موجودة في الجامعات والكيات، وان حكومتنا ماضية في القضاء عليها وعلى كل من يحاول المساس بأمن الجامعات والمراكز العلمية، وقد أخذنا عهدا على أنفسنا أن نطهر كل الجامعات والكليات من زمر الظلام، ممن يمثلون ظاهرة العنف والتطرف والطائفية، وأوضح الوزير بأن الشعب العراقي ينتفض مرة أخرى للنهوض بمؤسساته التربوية لمحاربة الفساد الذي عشش في أروقتنا التعليمية، ومن اجل نجاحنا وبناء وطننا نعتمد على كفاءاتنا الوطنية، ومن هذا الموقع نوجه ندائنا لكل الكفاءات التي هاجرت والتي تعلمت خارجا لرفدنا بكل الطاقات والمواهب الجديدة التي ستوصلنا إلى بر الأمان في بناء وطننا العزيز، وقد شهد الاحتفال المزيد من النشاطات والفاعاليات التي جسدت الفكر الانساني في الدعوة الى الحريات والتعبير الانساني، حيث عبر الطلبة بهتافاتهم عن تظامنهم مع ثورات الشعوب التي تنادي بالحرية وتطالب بالإصلاحات والديمقراطية، وكانت رئاسة جامعة بغداد قد استنفرت كل الجهود من اجل تعزيز وتعميق الفكر الإنساني البناء في الانتقال من حنكات الظلام إلى مشارف النور، وذلك عبر مزيد من الفعاليات والأنشطة التي تسعى فيها بلورة الرؤيا الإنسانية وتكريس الروح الفكرية الخلاقة في بناء الإنسان الحر والطليق في فضاء الحرية والديمقراطية، والتي طالب بها المواطن العراقي منذ العصور القديمة بل وحتى عصرنا الحديث، حيث أن العراقي مشهود بحضارته وتمدنه، فهو يرفض كل أنواع الظلم أو القمع والاستبداد، وان العراق يمتلك ارث كبير عن هذه التظاهرات الإنسانية من سابق العصور حتى العصر الحديث، والمتمثل بثورة العشرين الخالدة الثورة العراقية الأولى التي انطلقت من جنوب العراق لتشمل سائر المحافظات العراقية، منتفضة بوجه الاحتلال البريطاني، محققة بذلك النصر للمجتمع العربي الذي تعلم من العراق الحرية والديمقراطية، وذلك بعد أن اكتشف الدول العربية أهمية هذه الثورة التي انتصرت على الظلم والطاغوت وحققت كم كبير من المكاسب والحرية للشعب العراقي الثائر، لتستعين وتتشجع بذلك اغلب الشعوب العربية في محاكاة هذه الثورة ومن ثم تنتصر وتحقق الاستقلالية من جبروت الاحتلال الفرنسي والايطالي والبريطاني آنذاك.


















Comments are disabled.