Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 12/04/2011

الشؤون الهندسية تعرض خدماتها وخبراتها خدمة للعراق

    يبادر قسم الشؤون الهندسية في رئاسة جامعة بغداد بمبادرات عدة في تطوير واقع الخدمات في جامعة بغداد ومرافقها العلمية التي تعد من أفضل المرافق على مستوى الشرق الأوسط، حيث يعمل هذا القسم بالتصميم والإشراف والمتابعة والتنسيق لبناء كافة المباني للجامعة فضلا عن ترميم وتأهيل المباني في الجامعة كالكليات والمعاهد والمراكز البحثية والمنشات الأخرى التابعة للجامعة، والمنجزات التي قدمها ولا يزال يقدمها هذا القسم لا تعد ولا تحصى كونها كثيرة للغاية، وبالوقت الذي كان هذا القسم يشكل مديرية عامة بأكملها في رئاسة الجامعة مديرية باسم “مديرية المباني العامة” التي كانت تضم أقسام متعددة منها قسم القانوني وقسم حسابات خاصة بالقسم وقسم التنفيذ وقسم الصيانة وقسم المتابعة وقسم التصاميم وقسم المشاريع إضافة إلى باقي الأقسام الإدارية، تم  تقليص هذه الدائرة المعطاء حيث يثبط نشاطها، ومن ثم ينتقل معظم منتسبيها إلى دوائر أخرى خارج الجامعة. بعدها تتحول هذه المديرية إلى قسم ليتقلص عملها المعماري والهندسي فتتحول إلى قسم بنشاط متواضع، كي يتأثر كثيرا هذا اقسم بويلات الحروب والحصار والاحتلال، ولكن وبعد جهود جبارة من رئاسة الجامعة ينطلق هذا القسم مجددا بجملة من الأنشطة والفعاليات ما تستحق أن يسلط عليها الضوء كي يكتشفها المتطلع على أنها منظومة علمية متكاملة في بودقة هندسية ومعمارية خالصة، حيث يبدأ القسم وينهض من جديد بأشواط كبيرة وهامة، لتعيد عافيته إن شاء الله وليعاود هذا القسم مجددا وبوتيرة متصاعدة في العمل وفق المنظر العلمي الحديث، كي يحقق مكاسب جادة للجامعة، ولأهمية ودور هذا القسم الحيوي في بنية التعليم العراقي بالعراق وليس في جامعة بغداد فحسب، ارتأى موقعنا الالكتروني أن يقوم بمتابعة شاملة لعمل هذا القسم الذي ينجر من الأعمال الهندسية ما يشكل نسبة تفوق الـ 40 % من التعليم العالي بالعراق بحكم أن العمل في الجامعة بغداد إنما هو عمل للتعليم العالي العراقي ككل لما تشمل الجامعة من بغداد من مؤسسات تعليمية كبرى تعد الأكبر والأقدم في العراق والشرق الأوسط، وبغية تسليط الضوء على عمل هذا القسم قام رئيس تحرير الموقع بإجراء مقابلة موسعة مع رئيس القسم البروفيسور الدكتور صدقي إسماعيل رزوقي المهندس المدني والتدريسي في كلية الهندسة بجامعة بغداد، وما أن دخلنا في مكتبه حتى ووجدنا كم من المهندسين يتوسطهم دكتور صدقي في مشروع جديد لجامعة بغداد، ووجدنا كم كبير من الخرائط والماكيتات الهندسية والمجسمات والمخططات الجميلة لمباني الجامعة الجديدة، ولعل ما أثار انتباهنا الماكيت الجسم والعملاق لجامعة بغداد الذي يشمل مجمع الجادرية بكامل كلياته ومعاهده ومراكزه ومنشئاته وحدائقه وملاعبه الرياضية، والذي ابلغنا فيما بعد الدكتور صدقي أن إنشائه قد تم بمرحلتين بعد عام 2003، وذلك لوضع رؤيا أعمار شاملة للجامعة وبنظرات عصرية متقدمة كان قد أوعز بها رئيس الجامعة الدكتور موسى الموسوي الذي خطط للمزيد المشاريع ووضع الرؤى الحداثوية في تطوير منشات ومباني جامعة بغداد، كي تستوعب الكم الهائل من الاقبال على العلم من طلبة العراق، ووفق تصور استراتيجي متطور مع تطور العصر، وكنا قد التقينا الدكتور صدقي في مكتبه برئاسة الجامعة.

  وجدناه جادا ومهموما مع زملائه المهندسين في تنفيذ مشروع جديد للجامعة، وبعد أن رحب بنا واستقبلنا بحفاوة بالغة تؤكد عن طيبته وتعاطفه مع الإعلام، بين لنا من انه عاكف مع رئيس الدكتور موسى الموسوي في تحقيق حلم الجامعة بان تكتمل كافة مباني الكليات والمعاهد والمراكز في مجمع الجادرية ليكون بذلك اكبر مجمع علمي في المنطقة، حيث ابلغنا المهندس صدقي بان الجامعة تعمل على قدم وساق لاستكمال كافة مباني كليات جامعة بغداد التي صممها المهندس الألماني ولتر كروبيوس المعماري العالمي الذي صمم ونفذ أروع التحف المعمارية على مستوى العالم، والذي صمم جامعتنا ونفذ المزيد من مبانيها في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الفائت، إلا انه لم يتمكن من استكمال البناء بسبب الأوامر المركزية آنذاك في إيقاف البناء من اجل الحرب في الثمانينات التي استمرت سنوات واستنزفت كل الإمكانيات الهندسية والموارد البشرية والمادية ومن ثم تعذر استكمال مباني جامعة بغداد التي كانت حكومة عبد الكريم قاسم قد باشرت بها نهاية خمسينيات القرن الفائت واستمرت الحكومات المتوالية بهذا المشروع حتى توقف خلال مدة الحرب ومن ثم الحصار وبعدها الاحتلال، لتمر الجامعة بذلك في المزيد من الإخفاقات والانتكاسات المعمارية والهندسية اثر التوقف العمراني، وبطبيعة الحال أن سنوات التوقف عن إكمال مباني الجامعة قد اخذ حيز كبير من السلبيات بحكم أن التوقفات حالت إلى أن تستغل الكثير من الجهات من خارج جامعة بغداد، في أن تهيمن أو تستلب الكثير من ممتلكات الجامعة، ناهيك عن أن التأخير حال إلى أن تتغير العديد من الخطط وان تستبدل بأخرى مرتجلة لتواجه الجامعة كم كبير من المشاكل والاحتياجات والمتطلبات العمرانية والبنى التحتية، التي تراكمت عبر السنوات الماضية، ومن ثم نجد أن الجامعة بحاجة إلى المزيد من المباني والمشاريع كي تتمكن من سد النقص الحاصل اثر تلك الفترة التي توقف بها البناء، ويذكر لنا الدكتور بان الانجازات التي حققناها تستحق الذكر، حيث يقول، الحمد لله وبفضله استطعنا أن نحقق مجموعة من المشاريع المكملة للجامعة في مجمعي الجادرية ومجمع باب المعظم من مباني رئيسية وفرعية كبيرة، وكذلك استطعنا أن نقطع أشواطا هامة في انجاز نسب كبيرة جدا من المباني والمنشات الرئيسية والقاعات الدراسية والأقسام الداخلية والكليات، وأضاف لنا الدكتور صدقي بان الطموحات التي نجدها تتواءم وحجم جامعة بغداد العملاقة هي كبيرة جدا إلا أن ضعف الموازنات لا يسمح لنا حتى هذا اليوم إلا أن ننجز ما هو اليسير أمام ما نرموا له بالجامعة، من خطط واسعة وشاملة تتواءم والعصر الحديث لتواكب آخر التطورات المعمارية والطرازيات في البناء الحديث والكلاسيكي، مضيفا بان الجامعة قد انتهت من العديد من المشاريع الكبرى، كمبنى كلية الإعلام التي انتقل الطلاب وباشروا الدوام بها قبل شهر، وكذلك أكملنا البناية الرئيسة الكبيرة لكلية التربية “ابن الهيثم” على مساحة م2000 متر مربع، وأنجزنا مراحل متقدمة من مباني كلية هندسة الخوارزمي، وكذلك حققنا انجازات كبيرة في توسعات كلية العلوم بأربعة مباني ولقسم الفلك، وأيضا أنجزت الجامعة العديد من مباني الأقسام الداخلية في مجمع باب المعظم وبنوعيات بناء متينة للغاية ضمن مواصفات عالمية، وقد بين الدكتور صدقي رئيس قسم الشئون الهندسية بان الجامعة لديها العديد من الأفكار والتوجهات التي تعمل على تطوير التعليم ليس فحسب بالجامعة بغداد، بل في العراق ككل، إلا أن هناك تلكؤ في التخصيص المالي، فلدينا خطط لوضع الحلول وبثلاث مستويات: على المستوى القريب وعلى المستوى المتوسط وعلى المستوى البعيد، ولدينا الكثير من المشاريع الجاهزة للتنفيذ في مجمع الجامعة أو في مجمع باب المعظم أو مجمع أبو غريب، إلا أن الإمكانات المادية لا تتوافر لتنفيذ هذه المشاريع، حيث لدينا رؤى حديثة في توسيع العديد من مباني الكليات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين يتزايد عددهم عام بعد عام، ويستطرد الدكتور قائلا بان الواقع الذي نعيش به في خضم هذه الظروف يتوجب علينا أن نعمل وفق المستوى القريب لنلبي الحاجات الأساسية من الخدمات الصحية وبدائل الكهرباء والتموين وما إلى ذلك، وعن واقع الخدمات المقدمة للمواطن العراقي من قبل الحكومة العراقية التي واجهت مزيد من الانتقادات والمظاهرات التي تطالب بتحسين الواقع الخدمي للمواطن، بين الدكتور صدقي بان العراق يمتلك أفضل الخبرات ويمتلك من الموارد والأيدي العاملة ما تؤهله أن يكون من الدول المتقدمة بالعالم، إلا أن الأوضاع السياسية قد حالت أن يفقد العراق العديد من الفرص التي كان ينبغي أن تكون بصالح البنية التحتية للعراق، ومع ذلك أرى أن العراق مقدم على ثورة عمرانية كبيرة وبسواعدنا نحن العراقيين وما نمتلك لأعظم تاريخ وحضارة إنسانية عرفها العالم، وان المدرسة المستنصرية شاهد على أن العراق كان ولا يزال منبع للنور والتقدم، وان ما يمر به العراق الآن من تداعيات في خضم المرحلة الحالية سينتهي إن شاء الله لننطلق بعالم جديد متطور يليق بنا كعراقيين، مضيفا بان الجامعة والشئون الهندسية على استعداد لتقديم الاستشارات والخبرات للحكومة العراقية في تحسين واقع الخدمات الذي يعاني من أزمة فعلية في نوعية الأداء وليس في الكم، فالجامعة وبخبرائها وكوادرها الهندسية تمد اليد إلى كل العراقيين لأن نحقق أفضل النتائج وأحسنها كي نبني العراق، وأكد أن السيد رئيس جامعة بغداد يشدد على أن تكون الجامعة في خدمة المجتمع، لذا نعلن مد يد العون لتقديم خدمات وخبرات الجامعة في تجاوز كل الإخفاقات التي مر بها العراق من أزمة سوء الخدمات المقدمة للمواطنين، ويرى الدكتور صدقي بان المرحلة الحالية تتطلب البحث عن الجهد المشترك والابتعاد عن التفكير الشخصي أو الفردي كي ننهض بواقعنا، فكل فرد عليه المساهمة في بناء الوطن والمساهمة في اتخاذ القرارات الصائبة كي نحافظ على التوازن الاجتماعي والاقتصادي، كذلك يضيف بان المائة يوم التي وضعتها الحكومة في تحسين الأداء إنما لا تعني تعديل المسار جذريا ككل للحصول على نتائج ملموسة، بل هي خطوة جادة نحو الصواب في وضع الثوابت الإستراتيجية من اجل تقديم الخدمات بشكل ناجع، كان نحقق مزيد من المشاريع المتوسطة، فالبلد بحاجة إلى كم كبير من المشاريع الضخمة كي يلتمس المواطن تلك الخدمات، وان المشاريع الضخمة تحتاج إلى رؤى إستراتيجية قد تطول إلى سنوات عديدة وهو ما قد لا يحتمله المواطن الذي يبحث عن نتائج سريعة وملموسة، حيث أن المواطن يتعامل الآن مع بنية تحتية متهرئة اثر تراكمات الماضي المأساوي الذي مر به البلد جراء الحصار والحروب التي أثرت سلبا على العراق كثيرا، وارى أننا الآن في فترة تحتاج منا التكاتف والجد لبناء العراق، فالوقت لا يسمح للمجاملات أو التقاعس، وعن المشاريع المستقبلية للجامعة بين الدكتور صدقي رزوقي بان الجامعة لديها خطة ليس بالبعيدة في إحالة ثماني مباني جديدة للتنفيذ، وهي مبان لثمان كليات، تشمل كلية التربية للبنات، وكلية القانون لتنتقل إلى مجمع الجادرية وكلية اللغات لتنتقل هي الأخرى إلى مجمعنا هنا بالجادرية، وأيضا كلية الفنون الجميلة التي رسمنا لها تصميم وفق منظور عصري غير كلاسيكي، بل رسمنا تصميم يشجع الطالب والأستاذ الإلهام والإبداع في الفنون، حيث ستكون المبنى بعدة طوابق وبجانب نهر دجلة، وسيكون من بين تلك الطوابق تحت الماء ليتمتع الطالب ويستلهم الخيال في تحقيق أو انجاز أعماله الفنية، وان شاء الله سنتمكن من أن نحقق ذلك في أربع سنوات، كذلك أن الجامعة ماضية في توفير مساكن خاصة بالأستاذة وضمن المواصفات العالمية، مشيرا إلى أن  وزارة التعليم والبحث العلمي، كانت قد تعاقدت مع شركة تركية في تنفيذ مجمعات سكنية للأساتذة، إلا أن هناك بعض المؤشرات بان لم تفي الشركة بالتزاماتها، وان هذه المشكلة سيتم حسمها، وبين أيضا لنا من أن وزير التعليم العالي مهتم جدا بموضوع إسكان الأساتذة من خلال الاستثمار بصورة عامة، حيث كلف دائرة المشاريع بمتابعة وتنفيذ الموضوع، ونأمل أن يتم قريبا، أيضا أضاف الدكتور صدقي بان الجامعة تتفاوض الآن مع محافظة بغداد من اجل حل إشكالية عقارات جامعة بغداد وأراضيها التي يصل البعض منها إلى أكثر من 40 دونم لتكون مجمع سكني بواقع 1550 وحدة سكنية، مع كافة المرافق والخدمات من مدارس ومراكز تجارية وصحية وثقافية، وكان الدكتور صدقي قد كشف لنا اهتماماته بالفن والمسرح والسينما وما يحمل من مشاهدات لان يجد العراق وهو يزهو بأروع الأعمال الفنية والمسارح والمعارض الفنية في الرسوم والثقافة ككل، كون ان العراق يعد واحد من أهم الدول في العالم لما ينعم بموروثات حضارية قل نضيرها بالعالم، وفي نهاية اللقاء أعرب لنا المهندس صدقي عن آماله وتوجهاته الفكرية في رسم صورة مشرقة لمستقبل العراق وهو يزهو بالعلم عبر جامعاته ومدارسه ومراكزه الثقافية التي كانت ولازالت مركز من مراكز الإشعاع الفكري والتنوير للعالم ككل.


 


Comments are disabled.