Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 08/05/2011


تحف الخط والزخرفة لجامعة بغداد…تبهر المعارض العالمية

 

أسهمت الجامعة في تأصيل الوعي والتدارك الفكري للمجالات كافة في المجتمع والعالم بانجازاتها التي لا يمكن أن تتوقف عند حد معين أو في جانب من الجوانب الحياة، بل تعمقت لتغوص في أدق التفاصيل الحياتية لتحقيق رؤيا متكاملة في سياق الإنسانية ونسقها ، ومع المسيرة الإنسانية للجامعة يطفو على السطح مزيد من الإبداعات والانجازات المهمة في سفر العمل الإنساني الخلاق للحياة، ومن بين تلك الإبداعات ما يقوم  به  قسم الخط العربي والزخرفة الذي أبهر العالم بما يقدم من تحف فنية نادرة، عبر مشاركاته الفنية العالمية والعربية والمحلية، وما أنجزه من تخريج دفعات وكفاءات علمية لتتجسد الأفكار الإبداعية وتنتشر في كل أرجاء العالم ومن ثم لينطلق الحرف العربي وينطق من جديد، في زهو الحضارات العراقية الممتدة لأكثر من ستة آلاف عام، ويتعافى الفن والإبداع في جامعة بغداد من جديد لتنطلق المعارض والمهرجانات في حيز الإبداع والفن الإنساني، ومما قامت به كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد المعرض الإبداعي للخط العربي والزخرفة،حيث أقام طلبة  قسم الخط والزخرفة المعرض السنوي لنتاجات التخرج لعام 2011 وقد افتتح المعرض الدكتور عقيل مهدي عميد الكلية وعدد من الفنانين والتدريسيين والمتخصصين في مجال الخط، وذلك على قاعة المعرض الدائم في كلية الفنون الجميلة، وكان المعرض قد تضمن أكثر من خمسين لوحة وبأحجام مختلفة من الخط والزخرفة اختلفت في معاييرها وأساليبها المستخدمة،  وقد كان معرض هذا العام متميزا،ً فقد كشف عن قدرات وإمكانيات الطلبة الخريجين وأظهر جيلاً جديداً من الخطاطين القادرين على أن يكونوا محترفين.

       فريق الموقع الالكتروني تابع الموضوع ليجرى لقاء مع عملاق الخط العربي والزخرفة الأستاذ الدكتور روضان البهية مؤسس قسم الخط والزخرفة ورئيس جمعية الخطاطين وعضو لجنة التحكيم الدولية للخط، ليرفد الموقع بالمزيد من المعلومات وبعض الصور للنفائس الفنية التي شارك بها في المعارض العالمية، وعن هذا المعرض الذي يشرف عليه سنويا ويسهم في تقييمه، بين لموقعنا أن هذه المشاريع إنما تعكس المهارات الأدائية والتقنيات التي يتدرب عليها الطالب مدّة دراسته بالكلية بقسم الخط العربي والزخرفة ولمدة أربع سنوات، حيث تشكل مشاريع التخرج التي تمثل إلمامه من الخطوط العربية المنسوجة والمنسوبة والموزونة التي تعلمها الطالب على مدى سنين الدراسة، فضلا عن أنواع الزخارف الإسلامية والهندسية والبنائية على اختلاف أنواعها،فضلا عن الرؤى المنفتحة معرفيا وثقافيا في حقل الاختصاص والتي أسهمت في نهوض الحركة الخطية في العراق والعالم، حيث ساهم خريجي قسم الخط العربي والزخرفة بالعديد من المسابقات والمعارض الدولية في العالم منها في ايطاليا وفي تركيا وفي الإمارات العربية واليونان وغيرها، واغلب الخريجين جاءوا بنتائج كبيرة، ولعل من أهم النتائج التي رفع بها اسم العراق في المسابقة الدولية لفن الخط التي يقيمها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول بتركيا والمعروف بـ “ارسيكا”، والتي شاركت بها عضو لجنة تحكيم، أو معرض نسمات من بغداد الذي أقيم مرتين في سانت أنجلو بايطاليا، والواقع أن كليتنا تخرج سنويا من الكفاءات العلمية والإبداعية ما تتحف المعارض العالمية بأعمال الخريجين، لذلك نحرص كل الحرص على أن يتخرج الطالب وهو يتميز بلون ونوع جديد من الإبداع كي يتمكن من أن ينافس ليحقق أفضل النتائج، من هنا وجدنا أن على المؤسسات التربوية والتعليمية خصوصا في المدارس الابتدائية والمتوسطة، عليها أن تحرص على الاستعانة بخريجي هذا القسم لتطوير الخط العربي، حيث نقترح أن يكون الخط العربي ضمن المناهج الدراسية لما له من دور في العملية التربوية والتعليمية وان يكون مدرس الخط في المدارس الابتدائية والثانوية من خريجي هذا القسم العلمي الهام، هذا وقد زودنا الدكتور روضان بمجموعة رائعة من لوحاته الفنية نعرضها مع متابعتنا هذه بالموقع ليتمتع بها المشاهد والمتلقي لها، وهي ذات ألوان وخطوط وكتل لونية وفضاءات جميلة للغاية


وأفاد رئيس قسم الخط والزخرفة الدكتور محمد سعدي، أن للخط العربي أهمية بالغة في رسم البهجة والسرور لدى المتلقي من خلال استخدام اللون والحركة في ذات لوحة الخط العربي مبينا أن الطالب كثيرا ما يخرج من نطاق الحرف داخل لوحة يبتعد بعدها إلى لوحة بثلاثة أبعاد وبتقنيات غير مألوفة سابقا، لهذا نعدّ بعض أعمالهم تصل الى مرحلة الاحتراف وعملهم هذا هو حصيلة عام دراسي كامل اجتمعت فيه الخبرات النظرية والحرفية خلال سنوات الدراسة والنتيجة هي إبداعات لطلبة خريجين، كما بين الدكتور نصيف جاسم معاون عميد الكلية أن الطلبة ومن خلال مشاركتهم بالمعرض السنوي يعكسون جملة من الإبداعات والجماليات اللا محدودة في مشاريع تخرجهم السنوي، ويؤكدون من جديد على أن الطالب في جامعة بغداد يتميز بمقدرته الإبداعية   والفكرية عبر الاستخدامات اللونية والحركات الخطية وتوزيع الكتل والأحجام باللوحات الفنية لتمثل حالة منسجمة مع ما يسعى له الطالب في رؤيته الحداثوية  والكلاسيكية داخل فضاء اللوحة المتعالق مع الصور والأفكار المتخيلة في ذهنية الطالب، كذلك أشار المشرف على أعمال بعض الطلبة الأستاذ أمين أنور الموسوي الى أن وصول الطلبة لهذا المستوى الفني يعود لاهتمامهم ومتابعتهم في قراءة مفهوم الخط والزخرفة استناداً إلى بعض التوجيهات من قبل اللجنة المشرفة على أعمالهم، ولكن حاولت إضافة الليبوكسوالكلير على اللوحة المنجزة ودفعها في فرن بارد وبإشراف ومتابعة تصل إلى 14 ساعة استطعنا الحصول على نتائج مبهرة لأعمال الطلبة

 

وكانت اللوحات المشاركة بالمعرض قد تميزت بجمالها وتطور منحى الخط نفسه باستخدام توليفات وثيمات ابتعدوا بها عن تقليدية أعمال الخط والزخرفة، وتطرق الطلبة إلى استخدامات جديدة للمواد لتضع حدود التعليم في أفق عصرية، يفتح بابا مشرعة لفنون الخط والزخرفة. كما شوهدت أعمال بأبعاد ثلاثية مزينة بالخشب واللون والزخرفة، وكأنه اللوحات تحاكي موضوعات فنية مبهرة، هذا وتشارك كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد بالمزيد من المعارض الدولية والعالمية، وتحصد خلال مشاركاتها العديد من الجوائز المتقدمة، وان رئاسة جامعة بغداد تولي عناية بخصوصية كلية الفنون الجميلة ووضعها الإبداعي الخلاق، فتهيئ لها كل السبل والإمكانيات التربوية والتعليمية العملية منها والنظرية، من أجل تخريج أفضل وأحسن الكفاءات العلمية التي تبني الوطن وتحميه، وكان الدكتور روضان البهية قد بين لنا من أن قسم الخط والزخرفة قد استحدث فرعا في قسم التصميم بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد وذلك عام 1993 ليتحول هذا الفرع إلى قسم بعد تخريج الدفعة الأولى منه أي بعد أربعة أعوام ويكون قسما مستقلا باسم قسم الخط العربي والزخرفة.



Comments are disabled.