Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 14/05/2011

71 فيلما في صالات جامعة بغداد السينمائية

 

    بالوقت الذي تعنى الجامعة بالجوانب العلمية والإنسانية على حد سواء، في العملية التربوية والتعليمية، فأنها تؤكد بالوقت ذاته تمسكها بالجانب الإبداعي لدى الطالب أو الأستاذ في الجامعة وحرصها على ذلك ، بل وتركز على انحيازها للجانب الرومانسي والحياة في الطبيعة، لتدعم العلم والفكر الإنساني، فتدعم وتساند كل المفاهيم والنشاطات والفعاليات الفنية، لتبرهن حرصها اللامحدود على بنية التفكير والعقل المفتوح عند الطالب أو الأستاذ، الذي كثيرا ما نراه يميل عبر أفكاره ونتاجه الإبداعي بألوان غير تقليدية، وبصور أكثر حداثوية وعصرية، لتكون بذلك الجامعة الحاضنة الحقيقة للعلم والفن والأبدع ولكل المفاصل والأصعدة الإنسانية، وتؤكد أيضا أن جامعة بغداد تتكامل عبر تكامل الألوان والأطياف العلمية والإنسانية دون استثناء، لتنصهر في بوتقة واحدة متكاملة وكأنها مدينة فاضلة تشمل كل مرافق الحياة الإنسانية، فتدعم الجامعة أي نشاط أو فكر إنساني، ومن ثم ترتقي الجامعة بنتاجها عبر كلياتها ومعاهدها ومراكزها العلمية، من اجل ذلك تركز الجامعة وتعنى بالنشاطات الإبداعية، ومن بين تلك الإبداعات التي تشكل مفخرة ليس لجامعة بغداد فحسب بل للعراق كله، إبداعات طلبة الفنون السمعية والمرئية في كلية الفنون الجميلة، حيث أقيم على قاعة الشهيد الحكيم في مجمع الجادرية، حفل المهرجان السنوي لقسم الفنون السينمائية والتلفزيونية بكلية الفنون الجميلة الدورة الـ26 الخاص بطلبة القسم في اختصاصي السينما والتلفزيون وللدراستين الصباحية والمسائية، وضم المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام واختتم في يومه الرابع على قاعة الشهيد الحكيم في جامعة بغداد بعد أن احتضنت قاعتا حقي ألشبلي وجعفر علي عروض المهرجان، التي نظمت بوقتين عروضا يوميا صباحية ومسائية ترافقها جلسات نقدية لتحليل وتقييم الأعمال المقدمة، وقد استهل  المهرجان بافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية بعدسات الطلبة القسم، بعد ذلك انطلق المهرجان بأنشودة (أنت العراق) التي أهداها الفنان كريم منصور للقسم، وعرض في اليوم الأول على قاعة حقي ألشبلي أكثر من عشرين فليما سينمائيا كان أبرزها فيلم (عروس السماء) سيناريو وإخراج عمر علي حسين الذي تحدث  عن عروس قتلت في كنيسة سيدة النجاة، وعرض أيضا فيلم (الاسترجاع) سيناريو وإخراج منير صباح  تحدث عن محقق كان يزهق أرواح الناس بعد التحقيق معهم، والفيلم الثالث الذي تم عرضه (المشهد الأخير) سيناريو وإخراج علي مجبل، والرابع (حذوة حصان) سيناريو وإخراج حسام سامي، وتلت الأفلام جلسة نقدية ومن ثم عرض حوالي (12) فيلما، وحضر الاحتفال عميد كلية الفنون الجميلة الأستاذ الدكتور عقيل مهدي، والأستاذ الدكتور رعد عبد الجبار رئيس قسم الفنون السمعية والمرئية، والأستاذ الدكتور صباح مهدي الموسوي أستاذ الإخراج السينمائي، والأستاذ الدكتور طه الهاشمي، والأستاذ القدير عبد الجليل إبراهيم ادهم، مع كبار أساتذة الفن السينمائي والتلفزيوني في القسم، كما حضر المهرجان اغلب طلاب كلية الفنون الجميلة ومحبي ومشجعي السينما، أيضا حضر المهرجان نخب فنية كبيرة، من مخرجي السينما العراقية والتلفزيون العراقي، مع ممثلي كبار شركات الهواتف النقالة ومديري القنوات الفضائية، وأيضا غطت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة هذه الاحتفالية وحضر ما لا يقل عن 60 مندوبا ومراسلا صحفيا وإعلاميا لتغطية هذا المهرجان.

وقال رئيس قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية الأستاذ الدكتور رعد عبد الجبار لـ ( الموقع الالكتروني لجامعة بغداد ) إن” القسم  يقيم هذا المهرجان سنويا الذي صار تقليدا لكلية الفنون الجميلة بجانب المهرجانات والمعارض السنوية لأقسام الكلية الأخرى وشهد المهرجان عرض 71 فيلما وعلى مدى ثلاثة أيام وان العروض اتسمت بالواقعية الجادة على الرغم من قصر مدة عرضها وهي تؤكد إمكانية هؤلاء الطلبة لخلق اتجاه جديد في السينما العراقية إذا توافرت لهم الإمكانيات والفرص، إذ أنهم قدموا خبرات تقنية وفنية بأفلامهم نالت أعجاب الحاضرين، وان هذه الأفلام قد نفذت برؤى طلبتنا من المرحلة الرابعة حصرا، وفي اختصاصي السينما والتلفزيون، والمفرح أن هذه الأفلام ضمت أعمالا متميزة بتقنيات عالية وبأفكار حرة فتحت الآفاق أمام تنوع موضوعاتها حيث استحضر طلابنا خزين المعلوماتية، على مدى 4 سنوات لتظهر بهذه الصورة الرائعة، كما شهد المهرجان مشاركة حواء التي أثبتت حضورها في هذا المهرجان إخراجا وتمثيلا.

     وقد صرّح الأستاذ الدكتور طه الهاشمي أستاذ السيناريو للموقع الالكتروني بأن الأعمال الفيلمية المشاركة تجسد خبرة القسم العلمي وما توصل اليه من تجارب علمية ومشاركات عالمية في مجال السينما والتلفزيون، ليصبها بهذا المهرجان الذي يعد واحدا من أكبر مهرجانات قسم الفنون السمعية والمرئية في تاريخ التعليم العالي العراقي، لما امتاز بتنظيم عالي المستوى ومشاركات أفلام ذات قيمة فكرية وجمالية جسدت واقع الإنسان والبيئة، وما يدور حولها من تصورات ذهنية وفق رؤيا سينمائية ممتزجة بالحضارة والتراث والثقافة العراقية الأصيلة، وبعيدة كل البعد عن المؤثرات الجانبية والتقنين، بل جاءت وفق إبداعات ذهنية لا شكلية فحسب، لتطرح كم من الأفكار بأبعاد بريئة، خالية من التعقيدات والإشكالات المنغلقة، ليعبروا بها عن تطلعاتهم وأفكارهم التي جسدوها عبر النص المقروء وهو السيناريو والصورة المنظورة بالفيلم وهو “perspective“المشهد المنظور، ومن ثم كانت الرؤيا بالغة جدا، تعبر عن واقع مشرق لعبقرية طلبتنا وقدراتهم الخلاقة، ولتمثل انطلاقة وتفاؤلا بجيل مسؤول، قادر على تبني المسئولية وتحملها ، في خضم الظروف الراهنة الصعبة، وان ما جاء به الطلاب يعكس بذات الوقت القدرات العراقية الفذة في القدرة على التوصيف والمحاكاة بأسلوب غير تقليدي، عبر المنظومة السميولوجية الحداثوية والإشارة والرمز الدلالي، وهي اللغة السينمائية الراقية المواكبة لتطورات الركب العالمي، والتي اتضحت جلية ومرسومة في كل الأفلام السينمائية المشاركة.

 وكان المهرجان قد تضمن تظاهرة فوتغرافية هامة للغاية، تجسدت في معرض للصور الفوتوغرافية، تحت اشرف خبير الفوتوغراف في الشرق الأوسط، الأستاذ المساعد عبد الجليل إبراهيم الأدهم، أستاذ التصوير السينمائي في كلية الفنون الجميلة، الذي خرّج أجيالا من الفوتوغرافيين والسينمائيين ممن أسهموا في توثق أحداث العالم باللقطة الفوتوغرافية المؤثرة، والذي أكد للموقع الالكتروني من أن المسيرة الفوتوغرافية ماضية قدما نحو الارتقاء والتجدد مع تطورات العصر وتقنياته الديجيتال، وان طلبتنا يؤكدون يوما بعد يوم على أن الفكر العراقي لا يزال هو الرائد في المنطقة لكونه يتفوق دائما في الرؤيا والخيال الواسع، وما تشاهدوه الآن من عرض للصور الفوتوغرافية إنما يعكس القدرات المدهشة للعين الفوتوغرافية العراقية التي جسدت الحياة من وجه نظر فنية بإحساس فكري وإبداعي نادر، وذلك من خلال اللون في اللوحة الفوتوغرافية ومن خلال الحركة والإيقاع بذات اللوحة المجسدة للون والسطح والكتلة في عبق الحياة الرومانتيكية المتعالقة بزمكانية الوجود واللاوجود.

  وكانت جامعة بغداد قد ركزّت كثيرا على دعم هذا المهرجان لأهميته البالغة في تجسيد الرؤيا الإنسانية الواقعية للإنسان العراقي الذي بدأ ينمو ويتقدم من جديد في وثبات كبيرة للغاية، على الرغم من القسوة التي يتعرض لها الوضع السياسي في اغلب بلدان الشرق الأوسط.










 

Comments are disabled.