Last Updated on 25/04/2015
مع استشهاد الإمام الهادي “ع”
يوم الجامعة يوم الحرف والقلم بأكبر كرنفال
تستلهم الجامعة وتعتبر من عظماء العصر و الفكر الإنساني، لتتوسم الحكمة والمعرفة والسمو عبر المآثر والمواعظ التي يرسمها هؤلاء العظماء، وما قدمته مسيرة الإمام علي الهادي عليه السلام في سفر الإنسانية كان ولازال محط اهتمام كبرى المؤسسات التعليمية في العالم، ومنها جامعتنا التي استلهمت المزيد من الفكر والمواعظ منه، وهو ما استهل به معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور حسين الشهرستاني في كلمته التي ألقاها بجامعتنا بالذكرى الثامنة والخمسون لتأسيس أم الجامعات العراقية والعربية جامعة بغداد، التي رفدت العراق والعالم بخيرة الكفاءات العلمية من رؤساء جمهوريات وجامعات وأدباء ومفكرين وأبطال كبار.
حضر ورعى الاحتفال السنوي ليوم جامعة بغداد الأستاذ الدكتور حسين الشهرستاني وزير التعليم العالي والبحث العلمي وذلك على القاعة المركزية للجامعة بالجادرية، وكما حضر الاحتفال كبار علماء جامعتنا وبعض أعضاء البرلمان والقادة السياسيين في كرنفال الأول من نوعه في العراق والشرق الأوسط لما تضمن كما هائلا من الفعاليات والنشاطات المميزة التي عبرت عن ثقل وحجم جامعة بغداد العملاقة وما تملك من إمكانيات مهولة، حيث شمل الاحتفال على العديد من المعارض لكافة كليات ومعاهد ومراكز الجامعة، وكما تضمن على افتتاح مركز التأهيل والتوظيف، وأيضا تضمن مسابقات وفعاليات رياضية كبيرة مع أنشطة موسيقية وتشكيلية تؤكد وتكرس مفهم الرقي للتعليم، وقد ابتدأ الحفل بتلاوة مباركة لآيٍ من الذكر الحكيم، بعدها قرأ الحضور سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهدائنا الأبطال من قواتنا المسلحة والأمنية والحشد الشعبي، ثم عزف النشيد الوطني بكورال كلية الفنون الجميلة وبقيادة المايسترو الدكتور مصطفى السوداني، وذلك ايذاناً ببدء المهرجان الاحتفالي .
أكد معالي الوزير بكلمته ان المواعظ والعبر للامام الهادي عليه السلام ودوره الإنساني في رسم الصورة المحمدية الإسلامية، التي نشرت العدالة والفكر البناء للعالم، حيث قال معالي الوزير بان هذا اليوم إنما ذكرى تأسيس جامعة بغداد التي قدمت المزيد من العطاء للعراق والعالم، وجاء يوم الجامعة متزامنا مع ذكرى عزيزة على قلوبنا، ألا وهي ذكرى استشهاد الإمام محمد بن علي الهادي “عليه السلام” رمز التوحد ورمز الحق والعدالة، حيث سار على نهج الإسلام المحمدي نهج جده، الرسول الأعظم محمد عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام، فقد كان الإمام الهادي عليه السلام متمسكا بعقيدة الإسلام السامية، وكان عزيزا بين أهلة ورفاقه في الإسلام، وقد قاتل الظلم إلى ان نال شرف الشهادة، ليدفن في مدينة سامراء، ومن هذا المنطلق نستطيع القول ان أعداء الأمس لا يقلون خطراً وشراً عن أعداء اليوم، فالعراق يُشهد صراعاً وحشياً مع أعداء يمثلون الظلم والكفر في آن واحد، وداعش ذلك المرض الممتد من أسلافهم أعداء الله والإنسانية، وما وقفة جيشنا اليوم وحشدنا الشعبي وهم يسطرون أروع الانتصارات وتقديمهم أغلى ما يملكون من روح زكية، إلا رمزا للعطاء الإنساني، فبتلك التضحيات تحررت مدننا في ديالى وصلاح الدين، وإن شاء الله في القريب العاجل سنسمع تحرير كل مدننا في الرمادي والموصل، وأكد بكلمته على ضرورة التكاتف والوقوف جنبا إلى جنب مع جيشنا والحشد الشعبي في جبهات القتال، وان التزامنا بالدراسة والتعليم ومن ثم الارتقاء والتفوق العلمي والفكري والثقافي إنما يُمثل دحراً لأعداء العراق وأعداء الإنسانية من التكفيريين والظلاميين من داعش.
معالي وزير التعليم أوضح مسترسلا في كلمته عن دور جامعة بغداد الريادي في العلم من خلال العلم والفضيلة التي يرى أهما لابد وان ينتصران على الجهل والرذيلة، مؤكدا أن جامعتنا هي جامعة العراقيين جمعاء وهي مركزاً للإشعاع، ويكفينا فخراً أن منظمة أوبك “الدول المصدرة للنفط” كان من بينها أربعة وزراء كانوا خريجو جامعة بغداد، ومنها كانت انطلاقتهم ليتخذوا مكاناً للقيادة العلمية في بلادهم، وكما بين معاليه أهمية تواصل جامعتنا مع كبرى المؤسسات وسوق العمل، لتكون الجامعة ضمن مسؤولية توظيف خريجيها، وليس لتخريج الكفاءات فحسب، لا يقتصر دور الجامعة على إنتاج ونشر وتلقي العلم، بل ينطلق من تضافر الجهود ولا بد للطالب أن يتفوق وان يجتهد ليكون منتجاً للمجتمع وبذلك يخدم سوق العمل وهو يخدم ويرفد المؤسسات العلمية وبكل ما تحتاجه من فكرٍ وعلمٍ ناضجٍ فلدينا في العراق ثروات بشرية كبيرة نستطيع من مجموعها مقارعة كبار الدول العالمية بشتى الاختصاصات، من هنا فان الجامعة مسؤولة عن وضع خطط لتعريف المؤسسات والمصانع والشركات وسوق العمل ككل بما تحتاجه من كفاءات أو طاقات كي تعمل الجامعة على وفق هذا المنهج حيث ان نجاح الجامعة مرهون بمدى نجاح توظيفها للخريجين بالمؤسسات والشركات المختلفة، وقد ختم معاليه كلمته بشكره لكل القائمين على المناسبة.
رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور علاء عبدالحسين وفي كلمته بالمناسبة، استذكر المآثر والعبر لاستشهاد الإمام الهادي عليه السلام وبين ان جامعتنا تستلهم علومها من الرسول محمد وال البيت عليهم الصلاة السلام، مضيفا في كلمته بان الجامعة قد وثبت وثبات كبيرة من خلال تقدم الجامعة إلى أكثر من 23500 ثلاثة وعشرون ألف وخمسمائة جامعة في تصنيف الويبوماتركس ودخولها موسوعة غينس العالمية، وان الجامعة قد حققت منجزات عالمية على مستوى بحوثها المميزة التي تنتشر بأرقى المجلات العالمية، وكذلك براءات الاختراع المميزة للجامعة، أيضا بين من ان الجامعة قد أنجزت ثورة الكترونية من خلال انطلاق الحوكمة الالكترونية والتي تعد الأولى من نوعها في العراق، أيضا بين دور الجامعة في خدمة المجتمع، وان مركز التأهيل والتوظيف الذي جاء بالتنسيق مع كبرى المؤسسات العالمية إنما جاء ليخدم المجتمع من خلال توظيف الخريجين الذين نرى ان توظفيهم بات جزاء من مهام جامعتنا، وهو ما نؤكده بان تكون الجامعة على تماس مع سوق العمل، وان الجامعة قد ركزت على هذه الجوانب بتدريب الطلبة ضمن الجوانب التطبيقية أو العملية، لاسيما وان الجامعة قد افتتحت مراكز تدريبية منها مركز مؤسسة كناوف الألمانية للبناء الجاف، وكذلك ان الجامعة قد رسمت صورة مشرقة من خلال تبني الحاضنات التكنولوجية التي تحقق جملة من المكاسب في العمل.
كورال كلية الفنون الجميلة بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى السوداني قدم قطع موسيقية غنائية في حب الوطن، وكلية التربية الرياضية قدمت مهرجانا كبيرا بيوم الجامعة وبالتنسيق مع قسم النشاط الرياضي والفني في الجامعة، وكما شمل الاحتفال معارض متنوعة لكافة تشكيلات الجامعة، فضلا عن المعارض التشكيلية ومعارض الزهور والمناحل والحرف اليدوية، وقد قامت العديد من المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية بتغطية المناسبة لما تمثل من أهمية كبيرة لواقع البلد في خضم الظروف الصعبة التي يمر بها اثر التداعيات السياسية والمعارك الشرسة التي يدافع بها عن الشعب ضد العصابات الإرهابية، وقد شارك العديد من الطبلة بهذه المناسبة الهامة، وعبر عن سعادتهم الغامرة وحبهم للعلم والمعرفة والجامعة بهذه المناسبة الهامة في يوم جامعة بغداد بذكرى تأسيسها الثامنة والخمسون، وكان الموقع الالكتروني ومكتب القناة الجامعية الفضائية في الجامعة قد رافقوا المناسبة بغية تغطيتها، ووثقتها بمجموعة من المشاهد الفيلمية واللقطات الفوتوغرافية.