Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 28/11/2010

     يبدو أن هناك كثيرا من المشاكل التي يواجهها العالم مع تفشي أنواع جديدة من الأمراض المعقدة والمستعصية، تحتاج إلى جهود علمية والى قدرات هائلة للسيطرة عليها واحتوائها، ونتيجة لذلك تستعين المراكز البحثية بأفضل الخبراء والعلماء لتخطي مثل تلك الأزمات بإيجاد حلول ناجعة، وأمام إحدى الحالات المرضية المعقدة والمستعصية منذ عشرات السنين ما كان أمام إحدى الجامعات العالمية إلا أن تستدعي علماءها وباحثيها للإيجاد الحل المناسب لمرض التهاب جراب  فابريشيا الذي يصيب الدواجن، هذا المرض الخطير الذي سبب هلاكا وصلت نسبتها إلى 100%، حيث استشرى هذا المرض في نهاية ثمانينات القرن الفائت مكبدا خسائر كبيرة جدا، وقد كان المرض مستعصيا لغاية أن العلماء في جميع أنحاء العالم وجامعة بترا الماليزية قد عجزوا عن إيجاد العلاج لهذا المرض الذي خلق مشكلة في تربية الدواجن وسبب خسائر اقتصادية كبيرة، وما كان لجامعة بترا العالمية إلا أن تستعين بخبرات علماء جامعة بغداد في إيجاد الحل الأمثل لهذه المشكلة المعقدة، وبالفعل قام أحد العلماء من جامعة بغداد بدراسة بحثية معمقة وموسعة وأجرى مزيدا من التجارب العلمية في جامعة بترا وجامعة بغداد ليتوصل إلى لقاح جديد لهذا المرض الخطير، ليحصل بذلك على براءة اختراع عالمية من جامعة بترا الماليزية، وكان الدكتور ماجد حميد محمد أستاذ كلية الطب البيطري في جامعة بغداد الذي منحته جامعة بترا الماليزية جائزة براءة اختراع وذلك عن اختراعه لقاحا  ًجديداً محضراً على خلايا الزرع النسيجي لمرض التهاب جراب فابريشيا  الذي يصيب  الدواجن (المضعف والمقتول) ضد العترة الضارية من هذا المرض، والذي على  أثره كرم من وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د عبد ذياب العجيلي، ومن جامعة بغداد. والجدير بالذكر أن مرض التهاب جراب فابريشيا يعد من الأمراض الفايروسية التي  تسبب  خسائر اقتصاديه كبيرة في صناعة الدواجن بسبب الهلاكات العالية التي  قد تصل نسبتها إلى 100% في العترة عالية الضراوة، فضلا عما يسببه من انخفاض  في  نسبة المناعة، ويعود ظهور هذه العترة الضارية في جميع أنحاء العالم  في  نهاية عام 1980، وقد زاد من صعوبة عمليات التلقيح المستعملة للحد من  هذا المرض مما تطلب إيجاد لقاحات جديدة للسيطرة على هذا المرض، وان أهم  اللقاحات المستعملة هي اللقاحات الحية والمقتولة المحضرة  على أجنة البيض وخلايا  الزرع النسيجي والتي هي أفضل من أجنة البيض لأنها  اقل تكلفة وأكثر أمانا ولاسيما  ان تحضير هذا اللقاح على خلايا الزرع  النسيجي يجابه عادة بصعوبات كثيرة أهمها  صعوبة تنمية العترة الضارية على  هذه الخلايا.   وقد أشار الدكتور  ماجد حميد محمد إلى أن في براءة الاختراع  هذه عملت على تنمية عتره ضارية على خلايا   الفيرو (خلايا مشتقه من كلية القرود) وتمريرها 20 مرة والكشف عنها باستعمال اختبار (بي سي ار) ولوحظت الطفرات الوراثية  التي تحدث بعد  التمرير على هذه الخلايا  وانتخب التمرير 15 والتمرير 20 وجرعت  بها أفراخ دجاج اللحم وبعد مرور  أسبوعين من التجربع أعطيت الأفراخ جرعة التحدي،  وقد أعطى اللقاح نسبة  حماية 100% مقارنة مع مجموعة السيطرة التي أعطت نسبة  هلاكات 100 %   وقد تم قتل الفايرس باستعمال مادة الباينري ايثايل آمين وأضيف لها  مادة  الفريوندس اجفنت، حيث أعطت نسبة حماية 100% في المجاميع الملقحة  مقارنة  بمجموعة السيطرة، ومن ثم كان توصلا موفقا في إيجاد لقاح جديد فعال، يحقق النجاح في القضاء على هذا المرض الخطير، وبهذا الاختراع يكون الدكتور  ماجد حميد محمد قد أنقذ العالم من وباء خطير مؤكدا بذات الوقت ان علماء جامعة بغداد في خدمة الإنسانية دوما، وأنهم سباقون في تحقيق أفضل النتائج العالمية وإيجاد الحلول التي قد يعجز عنها العالم في إيجاد وسيلة شافية، معززا بذلك أن جامعة بغداد وأساتذتها على استعداد تام لإجراء أدق البحوث العلمية وأعقدها على مستوى العالم.

 

 

 

Comments are disabled.