Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 09/04/2012

تظاهرة نموذجية للتبرع بالدم

  “الجامعة في خدمة المجتمع” الإستراتيجية الإنسانية الأساس، التي تعتمد عليها الجامعة في تحقيق وإتمام العملية التربوية والعلمية، لتشمل كل ما يحتاجه المجتمع كي يرتقي ويتطور ليكون في أحسن وأفضل الأحوال، وهو ما تعتمده الجامعة دوما في تكريس مبدأ التخصصات العلمية لكافة الكليات والمعاهد والمراكز العلمية في الجامعة، من هنا تقوم الجامعة بكم هائل من النشاطات والفعاليات الإنسانية، بغية تقديم الخدمات بشتى الأنواع للمجتمع، لتتنوع النشاطات الإبداعية والإنسانية والخدمية للمجتمع مع تعدد وتنوع التخصصات التي تزخر بها الجامعة في مسيرتها العلمية، وما أقدمت عليها كلية الإعلام من مبادرة إنسانية، شكلت منعطف جديد نحو التعامل الإنساني المتمدن والمتحضر مع المجتمع الذي هو بالأساس جزء من الجامعة، حيث أقامت الكلية بحملة مباركة بالترع بالدم من اجل إنقاذ اكبر قدر ممكن ممن المرضى، ليهرع الطلاب وبشكل قل نظيره مع باقي دول العالم في تلبية النداء والتبرع بالدم بشكل كبير، حيث نظمت الكلية هذه الحملة وبالتعاون مع رابطة “معا نمنح الحياة” الإنسانية وللعام الثاني على التوالي، من اجل إنقاذ أطفال مرض الثلاسيميان وإنقاذ كل ما يمكن إنقاذه، وجاءت الحملة تحت شعار “قطرة من دمك ..تمنح حياة” وبالتعاون مع المركز الوطني لنقل الدم في وزارة الصحة، وعلى باحات وحدائق كلية الإعلام وبحضور الأستاذ الدكتور هاشم حسن عميد كلية الإعلام وعدد كبير من الطلبة والأساتذة والموظفين، ليشارك بهذه الحملة أكثر من 250 متبرع ما بين أساتذة وطلبة وموظفين، جاءت المشاركات بالتبرع بنوع من الإيمان والغيرة المعهودة عند الإنسان العراقي، وبنوع من التضامن الإنساني.

الدكتور هاشم حسن اشرف وتابع الحملة وبذل جهودا طيبة ليرافق أبنائه الطلبة وزملائه التدريسيين في الكلية والموظفين، مبينا أن العمل الإنساني هو الأساس الذي نبتغيه في عملنا التربوي والعلمي في الجامعة، فريق العمل الالكتروني التقى الدكتور هاشم حسن في مكتبه، ليبين من أن الحملة تأتي كهدية من العراقيين لضحايا الإرهاب، كي تشكل رسالة شاملة كل معاني الوئام والتآخي في وطننا العراق، لنؤكد للعام اجمع وحد الصف العراقي، لتكون رسالة كرد على الإرهاب والإرهابيين فشعب العراق شعب واحد ودمائهم دماء واحدة ولا فرق بين أي من مكونات الشعب العراقي، وما اتضح للعيان من تكاتف وتلاحم إنما يمثل تعبير صريح عن بوادرنا الأخوية المتلاحمة وعن لحمتنا، وفق أسلوب عصري ومتمدن وحضاري، وذلك لإرساء أسس التعاون المشترك بين المؤسسة الجامعية والمجتمع، وأضاف الدكتور هاشم من أن قناني الدم قد امتلأت بالكامل ونفدت تماما مع الفريق الطبي الذي يرافق عملية التبرع، حيث نفدت كافة الأوعية الخاصة بحفظ الدم لكثرة المتبرعين، وهو ما يدلل على مدى سرعة الاستجابة للحملة.

  فريق الموقع الالكتروني واكب التظاهرة الأكاديمية الإنسانية في التبرع بالدم، وتنقل ما بين المتبرعين، في باحات وأروقة كلية الإعلام، ليجد أن المتبرعين بأعداد كبيرة وأنهم مسرورين لما قدموا من عملا إنسانيا، وقد التقى فريق الموقع ببعض المشاركين الخيرين من أبناء الجامعة، ممن تبرعوا بدمائهم من اجل إنقاذ المرضى العراقيين، وساهموا في إنجاح هذه التظاهرة الأكاديمية الإنسانية، حيث تحدث الطالب المتبرع وائل محمد سوادي من قسم العلاقات العامة، والذي قال بان التبرع بالدم عمل إنساني وهو ما يقربني لله عز وجل، وهو عمل حضاري متمدن وبذات الوقت يبعث في داخلي الثقة بالنفس لان أكون إنسانا محبا للخير، وان أسهم في إنقاذ الآخرين لتحقيق الخير للبشرية.

  المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة  الدكتور زياد طارق أفاد بان الحملة تمثل بادرة ممتازة من قبل الكلية، وبين استعداد الوزارة لتقديم التسهيلات والخدمات لكل من يرغب في تكرار التجربة الإنسانية وإنجاحها، من جهتها أكدت الطالبة أفراح الفيصل وهي عضو في الرابطة “معا نمنح الحياة”  إن الرابطة تقوم بأعمال خيرية على مستوى الجامعة وتتكون من 17 طالب وطالبة، بتمويل ذاتي وبإمكانيات متواضعة، إلا أنها تقدم خدمة إنسانية بحتة، مشيرة إلى أن الحملة المذكورة سبقت بحملات مماثلة للتبرع بالدم ومكافحة التدخين، وان الرابطة تتطلع لنقل هذه التجربة الرائدة إلى بقية المؤسسات التعليمية والمنظمات، والانفتاح على المنظمات الإنسانية خارج الجامعة.

رئيس رابطة”معا نمنح الحياة”  الطالب احمد محمد صادق من قسم الصحافة في كلية الإعلام، أكد للموقع الالكتروني، من الهدف من هذه الحملة هو إبراز تلاحم الشعب العراقي ووحدته، فهو يمثل ردا صارخا بوجه المراهنين على وحدة وتلاحم العراقيين على اختلاف أطيافهم، كما أن حملة التبرع إنما تمثل رسالة حب وسلام إلى كافة أبناء العراق والشرفاء في العالم لتقول لهم هذا هو شأن العراقي المبادر للعطاء والتضحية من اجل أخيه العراقي، وأضاف الطالب احمد من أن الحملة قد شهدت إقبالا منقطع النظير، وللعام الثاني على التوالي، إذ شملت كل من الطلبة والأساتذة والموظفين ومن كافة الكليات في مجمع الجادرية، حيث استمرت لما بعد الدوام الرسمي، نظرا للإقبال الشديد وإصرار الكثير من الطلبة على المشاركة بالتبرع رغم ضعف قابليتهم الجسدية مما وفر عدد غير متوقع منهم،كما أتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الصحة وعمادة كلية الإعلام، لفسح المجال ودعم هذه المبادرة الإنسانية بكافة الوسائل.

رئيس تحرير الموقع الالكتروني للجامعة الأستاذ المساعد الدكتور عبدالباسط سلمان حضر التظاهرة وأعرب عن إعجابه وثنائه للقائمين على الحملة، وعلى المتبرعين ممن لم تفارقهم البسمة طيلة أوقات تبرعهم، فالبسمة ظاهرة للعيان والسعادة تغمر كل المشاركين، وهو ما يؤكد نجاح التظاهرة الإنسانية للتبرع بالدم، مؤكدا دقة تنظيم الحملة، وكثافة عدد المتبرعين، كما بين أن الحملة قد شكلت أنموذج للعائلة العراقية المتماسكة، حيث رسمت صورة مشرقة عن واقع المجتمع العراقي المتقدم، الذي يبادر إلى العمل الخيري وفق أبهى منظور، ليكرس المفهوم الإنساني لدى الإنسان العراقي، ويؤكد من جديد تماسك وتوحد صفوف المجتمع رغم تنوع ألوانه الوردية الساحرة بجمالها، فما حدث في هذه الحملة شكل تراص جديد للصف العراقي المتين، حيث اتضحت من خلال المتبرعين الذين يتوافدون للمشاركة بالتبرع من كافة أطياف وألوان المجتمع العراقي، ومن دون أي تفرقة أو تميز، وهو تأكيد واضح غير قابل للشك، من أن المجتمع العراقي لا يزال متمسك بجذوره التاريخية وحضارته التي تبعث لنا من جديد، بأننا الأقوى في العالم وأننا الأفضل في العالم، وها هي إنسانيتنا تجسد وتؤكد هذه الحقيقة الأزلية، عن المواطن العراقي المتميز دوما بفكره، وعمله، وطيبته، ووفائه للعراق.

 


Comments are disabled.