Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 19/05/2012

أسس وإستراتيجية جديدة في الإعلام الجامعي

 

     كان ولا يزال الإعلام المحور الأساس لبنية المؤسسات بشكل عام، فهو الواجهة التي تعبّر عن أفكار وتوجهات المؤسسات، بل يشكل الإعلام الصورة والواقع والطموح للمؤسسات مع ما يحمل من تأثير بالغ في طبيعة عمل أي مؤسسة، ومن هذا المنطلق تعتمد الكثير من المؤسسات الكبيرة على الإعلام بصفته واجهة فعالة في تحقيق المزيد من المكاسب والنجاحات في عملها، وهو ما قاد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى إعادة برمجة الإعلام على وفق التطورات والوثبات التي حدثت في مفاصله، من هنا نجد أن الوزارة سعت ومنذ توليها المهام إلى اعتماد المعايير العالمية في تحقيق أبهى وأفضل صورة لواقع التعليم العراقي المتقدم، والذي تمكن ولاسيما في الآونة الأخيرة من أن يحقق وافر المنجزات والمكتسبات المعرفية والعلمية لصالح شعبنا ووطننا العراق، ولأن الإعلام يؤدي هذا الدور الكبير، فقد رسم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الأديب رؤيا جديدة وإستراتيجية للإعلام تواكب التطورات العالمية الكبيرة، لتتحقق بذلك منظومة إعلامية متجددة، تتواءم وحجم المنجزات والمكاسب التي حققتها الحكومة العراقية في مجال التعليم والتربية، ليكون العراق واحدا من أهم الدول المتقدمة في مجال التعليم بالمنطقة، من هنا كانت هناك عناية كبيرة من لدن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الأديب، في دعم الإعلام والتعليم وتطويرهما على وفق توافق منسجم، حيث أقامت الوزارة لقاء موسعا لمديري الإعلام والعلاقات العامة للمؤسسات التعليمة في الجامعات العراقية والهيئتين والمجلس العراقي للاختصاصات الطبية لإبراز الوجه الحضاري والثقافي لهذه المؤسسات بما يتلاءم ومعطيات الوضع الراهن الذي يشهده العراق من تقدم علمي وحضاري ملحوظ، والوقوف على تذليل كل معوقات الإعلام الجامعي بعد أن أصبح له دور مهم في إحداث فضاءات نوعية تسهم في إنجاح الدور العلمي والثقافي والمعرفي لجامعاتنا العراقية.


     حضر اللقاء أيضا المستشار الإعلامي في وزارة التعليم العالي، ومن جامعتنا الدكتور كاظم عمران موسى مدير الإعلام والعلاقات العامة في جامعتنا، والذي كان قد حقّق قفزة نوعية كبيرة في مجال الإعلام بالجامعة، من خلال النشاط غير المحدود ومن خلال القدرات التنظيمية والأفكار البناءة للجامعة، وهو ما كان ملموسا للجميع، ليثني وزير التعليم العالي والبحث العلمي على نشاطات جامعة بغداد العلمية، ولاسيّما ما قامت به الجامعة في الأسبوع الإعلامي للجامعة الذي حضره الوزير وأشاد بجهود وقدرات رئاسة الجامعة في التنظيم والأفكار البناءة المتجددة، التي تتميز بها جامعة بغداد، مما قاد إلى أن تنال جامعتنا حصة الأسد في هذا اللقاء الهام.

    تناول الاجتماع جملة من الموضوعات المحورية والجذرية في فكر الإعلام وفلسفته، وتمت مناقشة آلية العمل الإعلامي بمهنية عالية تتلاءم والجو الجامعي الممزوجة بالحيطة والحذر لكل ما يحدث من أحداث يومية في حياتنا اليومية داخل وخارج الجامعة، وقد بين الوزير الدور الفعال للإعلام في هذه المرحلة الهامة، محددا آلياته الناجعة والمؤثرة في مفاصل التعليم للارتقاء به، حيث حدد جملة من المعايير العلمية الدقيقة والحساسة في عمل الإعلاميين، بغية إنعاش وتنشيط العمل المتوافق والمتزامن مع الواقع التعليمي في العراق، ليخطو بذلك نحو منظور فكري متجدد يلاءم طبيعة المرحلة وواقع التعليم في العراق، الذي شهد تغييرات عدة، لينتعش بعد مراحل من العناء والتراجع اثر الأوضاع السياسية من حروب وحصار واحتلال .


     من هنا أوعز الوزير بجملة من التدابير والتوجيهات السديدة التي تركز على إنعاش المجتمع في تهيئة المواد الإعلامية الصحيحة نحو الاكتساب المعرفي والثقافي، كي ينعم المجتمع العراقي بمناخ مثالي في التعليم والتربية الصحيحة، إذ ذكر خلال الاجتماع الذي نظمته الوزارة: إنّ المكاتب الإعلامية في جامعتنا إنما هي اللسان الناطق لوزارة التعليم ورسالتها الإعلامية في هذه المرحلة الحساسة، التي يشهدها الوضع السياسي في البلد وإبراز النشاطات العلمية والثقافية من خلال المؤسسات الإعلامية لجامعاتنا في الشكل المطلوب، لتكون أهمية دور الإعلام الجديد واضحة في إظهار منجزات الوزارة والجامعة وكيفية إثبات حضوره وتأثيره في المجتمع الأكاديمي، وأضاف الأديب، أن تطور البلاد وتقدمها لا يمكن أن يحصل إلا بالتقدم العلمي مشيرا إلى أهمية الإعلام في الإفصاح عن هذا التقدم وعما يحدث على الساحة العلمية والمعرفية، وكذلك تشخيص نقاط الضعف والخلل لتنبيه المسئولين لعلاجها وإيجاد الحلول لها، وقد أكد الوزير على حداثة الخبر وعدم تأخيره وصناعته بالطريقة الأكاديمية المدروسة واعتماد التفاعلية المباشرة مع إعلام الوزارة في هذا المجال وليس عبر البريد الورقي الذي قد يتأخر طويلا.

  تابع الوزير في حديثه: إنّ المكاتب الإعلامية في الجامعة والتابعة للوزارة ينبغي أن تعمل على وفق الواقع المشرق للمسيرة التعليمية، من حيث العمران والجودة العلمية وتوافر المستلزمات المختبرية والمكتبات والقاعات الدراسية، ومن ثم إعلام الجميع من أن التعليم قد تقدّم نحو الأمام، مع ما تقدّمه الدولة من دعم لا محدود للتربية والتعليم، فضلا عن تعريف الطلبة المشمولين بالبعثات الدراسية، والبالغ عددهم عشرة آلاف بعثة أعلنتها الوزارة من خلال التعريف بالجامعات الرصينة في العالم ومستوياتها العلمية والاختصاصات المتنوعة، التي من شانها تعمل على تحسين المسيرة العلمية محليا وعالميا…..

 كما شدد الوزير على تجنب استغلال الفعاليات الثقافية والفنية، في الجامعات العراقية، للأغراض الدعائية أو الانتخابية، مبينا أن تراكم التدمير خلال العقود الماضية يحتاج إلى استنهاض الهمم لإعادة عجلة البناء، لا الانشغال في مصادمات أو مناكفات جانبية تؤدي في نهايتها إلى إيقاف عجلة التقدم، ودعا إلى اعتماد الآليات الديجيتال المتطورة في عمل الإعلام، وذلك من خلال التقنيات التي وفرتها الوزارة في تحقيق الوثبات العلمية والاتصالية الهائلة والتي شهدها العالم في إنعاش التعليم، حيث أكد الوزير من أن التقنيات التكنولوجية باتت تشكل اليد الطولى للإعلام، وإنها المرتكز الأساس في تحسن وتطور العمل الإعلامي، وينبغي التعاطي معها على وفق ما هو معمول به في الجامعات العالمية المتقدمة، إذ إن الجامعات الرصينة تعتمد آخر التكنولوجيا في دعم التعليم، وهذا الأمر قد انعكس ايجابيا في العديد من الحقول والمجالات العلمية والإنسانية أو الفكرية، الأمر الذي يحتم علينا التعاطي مع هذه التكنولوجيا على وفق المنظور المتقدم والحداثوي، المنبعث من صميم الفكر الخلاق والمتوقد في صيرورة الحالة والحدث، وهو ما استلزم أيضا أن تكون الخطط الإعلامية وثابة غير تقليدية، تتجاوز التقليد والتنميط المعهود للفكر الاتصالي المتقادم، النابع من وسائل الإعلام القديمة، لذا ومن هذا الملتقى، نشد على وسائل الإعلام بان تأخذ دورها في تقديم الخدمات للمجتمع، والفصح عن الأمور التي قد تخفى عن المواطن، الذي يحتاج منا العون والعمل الجاد كي نخفف عنه المزيد من المعاناة، فعلى سبيل المثال يمكن الآن أن نقدم للطالب أو الأستاذ الكثير من الخدمات الهامة عبر الـ “Website ” الويب سايت الخاص بكل جامعة أو كلية، ويمكن أن نرفد بجملة من البيانات التي لا تحتاج إلى جهد كبير في تحميلها على المواقع الالكترونية وبذلك نكون قد وفّرنا على الطالب جهد ومعاناة في الحصول على المعلومة بالمقارنة من التنميط السابق من يأتي الأستاذ أو الطالب للجامعة ويقطع مسافات طويلة كي يحصل على معلومات أو بيانات كان للانترنت وسيلة في حسمها، أيضا ركز الوزير على أن يؤدي الإعلام وعبر علاقاته العامة دورا فاعلا في تحسين العلاقة بين المجتمع والجامعات، وان يكون الإعلام حافزا في أن يحقق المنفعة والمكاسب لصالح المواطن الذي ينتظر منا الكثير من الخدمات، وهو ما يعكس أيضا حالة صحية وناجعة بأن نحتضن أبنائنا وندعمهم كل الدعم نحو التعليم والثقافة، وهذا هو واجبنا الفعلي في خدمة المجتمع أو المواطن، لذا آمل أن تكون استرتيجية جديدة في التعاطي أو التعامل مع الإعلام والعلاقات، التي لابد من أن تكون وطيدة، وهذا الأمر لا يعني بأننا لا نملك علاقات طيبة، بل العكس أن علاقتنا وطيدة مع المجتمع، إلا أن طموحنا يبقى أن تتوطد أكثر فأكثر، كي نحقق الهدف المنشود من وراء الفكر والفلسفة الإعلامية التي تبقى دائما في محور التنوير والإعلام.

   بيّن الدكتور كاظم العمران – من خلال مداخلاته في هذا اللقاء – الدور الحيوي الذي تؤديه الوزارة في الارتقاء بالتعليم، شاكرا جهود وزير التعليم العالي والبحث العلمي في دعم التعليم بشكل جدي، ودعمه للإعلام بشكل خاص، لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع وأهمها، مؤكدا أن جامعة بغداد ماضية في تهيئة أفضل الخدمات للطالب والأستاذ عبر المنافذ الاتصالية المتقدمة وعبر علاقاتها العامة التي انتشرت وتوسعت كثيرا اثر الدور الفعال والحيوي للأستاذ الدكتور موسى الموسوي رئيس جامعة بغداد، في توفير احدث تكنولوجيا اتصالية للإعلام في الجامعة.




Comments are disabled.