Print Friendly, PDF & Email

Last Updated on 01/02/2011

  معالي وزير التعليم العالي يحضر مجلس جامعة بغداد  

تقرير مع الصور

  تعنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجامعة بغداد عناية خاصة، ذلك انّ جامعة بغداد تشكّل النسبة العظمى التي تتجاوز نسبة 40% من التعليم العالي في العراق، وهي الجامعة الأم، لذلك تعتمد الوزارة ومنذ عشرات السنين على جامعة بغداد في تطوير إستراتيجية التعليم العالي في العراق، وتوليها رعاية خاصة سعيا إلى جعل التعليم العالي متقدما ومتطورا، وبغية تطوير واقع التعليم العراقي والارتقاء به فقد زار معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الأديب رئاسة جامعة بغداد في الجادرية والتقى الأستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس الجامعة لمناقشة واقع التعليم العالي وآفاقه في الجامعة والسبل الكفيلة إلى تطويره. مراسل موقعنا الالكتروني وعدسة مصور الموقع الالكتروني رافقت هذه الزيارة وأفادنا بالتقرير والصور الآتية:-

   في زيارة خاصة وهامة جدا، قام بها معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى رئاسة جامعة بغداد ليطلع على واقع التعليم العالي في العراق، وملاحظة أهم التفاصيل وأدقها وذلك من خلال تفقده واطلاعه على أرض الواقع وما أنجز من تقدم في المسيرة العلمية لجامعة بغداد العريقة والتي تشكل نسبة  42% من التعليم العالي العراقي، وقد التقى خلال الزيارة رئيس الجامعة ومن ثم عمداء كليات الجامعة ومعاهدها في مقر مجلس جامعة بغداد، وكان الوزير قد تفقد أحوال الجامعة سعيا إلى الارتقاء بالواقع التعليمي والثقافي الذي يشكل الأساس في تقدم الشعوب وازدهارها، حيث ركز سيادته على دعم التعليم بكافة الأشكال التي تحقق نموّ الحركة التربوية والتعليمية ورقيها ، وقد أكّد معالي الوزير على الدور الذي تؤديه جامعة بغداد في تطوير الحركة العلمية من خلال رفدها الكفاءات العلمية التي تخرجها سنويا، مبينا أن الجامعة الأم ومسيرتها التعليمية الطويلة عبر خبرتها الممتدة إلى أكثر من نصف قرن، قد أسهمت ولا زالت تسهم في نشر الوعي والفكر البناء في المجتمع العراقي كله، وقد ناقش الأستاذ الأديب مزيدا من التفاصيل خلال لقائه بالأستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي الذي بيّن للوزير أهم الجوانب الايجابية والسلبية في التعليم العراقي، مبينا أهم السبل والآليات التي من شأنها تذليل كافة العقبات التي تحيل دون تقدم التعليم، ومن ثَمًّ حضر السيد الوزير اجتماع مجلس جامعة بغداد في مقر الجامعة، ليستمع أعضاء مجلس الجامعة ويناقشهم ، حول كافة العراقيل التي تقف حائلا أمام تطور التعليم في الكليات والمعاهد، مشددا على الآلية المجدية والناجعة في تطوير التعليم ودعمه ، من خلال تحديد أهم الأسباب والمعوقات وتذليلها، المعوقات التي تقف حائلا أمام تقدم مسيرة العلم في العراق، ومن ثمَّ وضع السبل والآليات العلمية الكفيلة في تجنب مثل هذه السلبيات، ومخلفات العقود الماضية من إهمال صريح في التعليم، وكان الدكتور موسى الموسوي قد قدّم إيجازا وافيا عن واقع التعليم والإشكالات والسلبيات التي تواجه التعليم، مستعرضا بالوقت ذاته الحلول المثالية في تخطي السلبيات كافة ، مركزا على أهم الجوانب التي تحقق قفزة نوعية في تطوير التعليم العالي في العراق، ومؤكدا على أهمية استقلال الجامعات وخصوصياتها في اتخاذ القرارات العلمية الرصينة، التي تعزز دور الجامعة في تقديم أفضل النتائج لصالح التعليم، وقد ناقش معالي الوزير جملة من الموضوعات الأساسية حول معالجة كافة الإشكالات التي يعاني منها التعليم في العراق كله وليس في جامعة بغداد حسب، مبينا أن التقدم في جامعة بغداد إنّما هو تقدم للتعليم العالي في العراق، مؤكدا على أنّ التعليم العالي سيتجاوز كل المعوقات التي تقف حائلا أمام تطوره، وموعزا بالوقت ذاته بجملة من الإجراءات والتعليمات الجديدة بغية وضع خارطة طريق لمسيرة التعليم العالي في العراق، وقد أبدى معالي الوزير الأستاذ علي الأديب ارتياحا كبيرا لجامعة بغداد، قائلا “إن وزارة التعليم العالي لديها أمل كبير في جامعة بغداد لتكون منطلقا للتغيير ورسم خارطة طريق للمسيرة العلمية والتعليمية للوزارة، لكي يرقى التعليم ويتطور في بلدنا العزيز تطورا كبيرا في المستويات كافة وليكون موائما ومناظرا لحجم  الحضارة العراقية العريقة ومستواها التي تعد أولى الحضارات في تأريخ العصور”، وقد عوّل السيد الوزير على دور الخريجين في بناء الوطن ونهضته العمرانية، مؤكدا على أن المسؤولية ستتضاعف لتحقيق أفضل النتائج في بناء المجتمع، حيث قال ” المطلوب من الجامعات العراقية وتحديدا من خريجيها أن يسهموا في بناء الدولة ورسم السياسات والخطط والبرامج الاقتصادية والزراعية والاجتماعية والثقافية وغيرها للعراق الجديد لأن التعليم العالي في العراق قد عانى خلال عقود النظام السابق والتي أدت إلى انحراف مسيرة التعليم عن مسارها الصحيح، لذلك فإن المسؤولية مضاعفة. وعلى الكليات والمراكز البحثية أن تسهم في بناء المجتمع العراقي ورقيّه، كذلك ركز معالي الوزير على أن التعليم العالي في العراق سيرفض أي استثناءات أو تمايز بين الفئات، معتبرا أن القرارات والتوجيهات التي تحمل استثناءات تقلل من هيبة التعليم وتربكه، حيث تحدث عن الاستثناءات التي كانت تمنحها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأكد إيقاف جميع أنواع الاستثناءات، كما وجه في إعطاء حرية لمجالس الجامعات في البت بالقرارات، على أن يولي الحالات الإنسانية والظروف الاستثنائية التي قد تمر بالطالب الجامعي أهمية خاصة، مشيراً إلى ضرورة رسم علاقة بين الطالب والأستاذ الجامعي من أجل خلق بيئة نفسية واجتماعية معتمدة على نظريات المعرفة والثقافة التي تسهم في إيجاد مناخ علمي وبيئة دراسية ملائمة، تعمل على تحويل خريج الجامعات إلى إنسان مثمر ومعطاء، بل فاعل في لخدمة المجتمع.


    وقد أوضح مراسل موقعنا الالكتروني أن معالي وزير التعليم علي الأديب قد أكد على ضرورة التواصل والتبادل الثقافي مع الجامعات العلمية المرموقة، لتأمين كافة متطلبات التعليم المتقدم في العراق، مشدّدا على بناء علاقة رصينة بين الجامعات العراقية والجامعات المتقدمة في العالم، وذلك لردم الفجوة التي خلفها النظام السابق، وإعادة السمعة المرموقة والحسنة لخريجينا إلى أفضل ما كانت عليه في أثناء عقد السبعينيات، معتبرا أن المرحلة التي تلت السبعينيات من القرن الفائت هي مرحلة سيئة، انحرف فيها التعليم العالي عن مساره العلمي الصحيح نحو الانحدار، فهي لا تليق بطموحات الشعب العراقي المتطور وتطلعاته المشروعة، كما أكد الوزير على اتخاذ الإجراءات العلمية كافة التي من شأنها أن تجنب التعليم العالي من الأوبئة والأمراض التي أصابت التعليم العالي منذ بداية  الثمانينات وما تلتها من خيبات أمل وتدني كبير للتعليم والثقافة، ذلك أن السياسات الخاطئة قد تحكمت بالتعليم ونقلته إلى أسوء الأحوال وأردأها، حيث قمع الحريات وكبح الإبداع، كما ركز السيد الوزير على ضرورة عودة الكفاءات العلمية إلى العراق من الخارج، داعيا الجميع إلى الارتقاء بمسيرة العلم وإيجاد السبل الكفيلة في إعادة الكفاءات التدريسية والأكاديمية من خارج العراق ليكونوا بين زملائهم في الجامعات العراقية.

       وشدّد معالي الوزير على تحصين الجامعات من كل ما يسيء إلى مجتمعنا، لتكون الجامعة بيئة خصبة في تلقي العلم والمعرفة، وترك الأفكار السيئة التي جاءت من الخارج، ودعا الأديب السادة عمداء كليات جامعة بغداد إلى تقديم الأفكار والمقترحات المبينة على أسس منطقية  والتي يمكن أن تسهم في عملية التغيير نحو الأفضل لتحقق المسيرة التعليمية الصحيحة في العراق، وبعد كلمة الأستاذ علي الأديب استعرض الأستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس جامعة بغداد الانجازات العلمية للجامعة وكذلك السلبيات والمعوقات بغية إيجاد الحلول المناسبة لها من السيد الوزير، وجاء من بينها، منح الصلاحيات للجامعات فيما يخص الاتفاقيات، وتمديد الدراسات العليا للطلبة، وايفادات عمداء الكليات، وفسح المجال في الاستثمار، وافتتاح أقسام الدراسات العليا داخل الجامعة، بعد ذلك استمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى الرؤى والأفكار التي أدلى بها أعضاء مجلس جامعة بغداد من عمداء الكليات ومعاهدها العليا حول الكتب المنهجية ورصانة الكليات الأهلية، وقد شدد الوزير على تطوير الأقسام الداخلية للطلبة حيث أوعز الأديب إلى إعطاء أولوية مطلقة لتطوير الأقسام الداخلية لخلق بيئة دراسية تليق بالطلبة، معللاً الحالات السلبية التي تعاني منها الأقسام الداخلية في زيادة القدرة الاستيعابية والاحتوائية للطلبة في هذا العام، حيث ازدادت الأعداد المقررة للقبول، وهو ما يلزم المباشرة بإيجاد الحلول المناسبة والسريعة، مشيراً إلى فتح آفاق التعاون مع محافظة بغداد لإيجاد معالجات سريعة للطلبة.

      وقد أضاف مراسلنا أن مجلس جامعة بغداد وفي جلسة سابقة، كان قدم فيها رئيس المجلس الأستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي باسمه وباسم السادة أعضاء المجلس التهاني والتبريكات إلى معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الأديب، متمنين له دوام الموفقية في دعم المسيرة التعليمية والارتقاء بالمستوى العلمي والإداري للوزارة، جاء ذلك خلال ترأس الموسوي الجلسة الثامنة لمجلس الجامعة المنعقد مؤخراً، والتي نقل بها السيد رئيس المجلس للسادة عمداء الكليات والمعاهد توجيهات معالي الوزير الأستاذ علي الأديب خلال اجتماع هيئة الرأي، وتلخصت في جانب منها:  أن يكون هناك اتفاقا بين رؤساء الجامعات العراقية بشأن القبول والتعيينات، وأن تكون هناك فلسفة للتعليم، ووضع خارطة للطريق، والتركيز على الإفادة من خبرات الجامعة في الوزارات الأخرى عن طريق تفعيل شعار ” الجامعة في خدمة المجتمع “، ودعم المشاريع الحكومية وتقديم الحلول والمعالجات للمشاكل التي يعاني منها البلد لاسيما في قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة واقتصاد السوق. 

       ودعا معالي الوزير في أثناء اجتماع هيئة الرأي إلى الوقوف بحزم ضد ظاهرة الاستثناءات، والعمل على إلغائها والسعي إلى تحسين العلاقة بين التدريسي والطالب لتحقيق الأهداف المرجوة في تقدم المسيرة العلمية والتعليمية، والتركيز على القيم والآداب في الجامعات العراقية عن طريق ايلاء زيّ الطلبة أهمية ومراعاة الحشمة فيه، وفي السياق ذاته دعا السيد رئيس المجلس الأستاذ الدكتور موسى الموسوي السادة عمداء الكليات والمعاهد، بضرورة العناية بلوحات الدلالة لكل كلية ومعهد وكتابتها بخط واضح لتسهيل قراءتها والوصول إلى الموقع المطلوب بسهولة، كما دعا رئيس الجامعة السادة عمداء الكليات والمعاهد على ضرورة التأكيد على الأساتذة بأن تكون مواضيع بحوث الدراسات العليا تصب في خدمة المجتمع، وذلك عن طريق اتصالهم بالوزارات ودوائر الدولة المختلفة، بهدف التعرف على المشاكل التي يعانون منها وتوظيفها وجعلها موضوعا يصلح للدراسات العليا، لتحقيق شعار “الجامعة في خدمة المجتمع”. وشدّد رئيس الجامعة على أن تكون مواضيع بحوث منتسبي الوزارات وموظفي الدولة من المواضيع التي تخدم دوائرهم ووزاراتهم ووظائفهم.

تصوير عمار حسين

Comments are disabled.